kolonagaza7
عاش الشيعة داخل المملكة العربية السعودية بعد توحيدها في القطيف وغيرها آمنين مطمئنين لم يستبح أحداً دماءهم أو أموالهم أو نساءهم رغم بعض القلاقل التي أحدثوها في السنوات الماضية ومع ذلك كانت الدولة تتعامل معهم بالحلم والتسامح ، ولم يعكر ذلك شيء إلى أن نفثت عمائم "قم" في إيران سمومها عبر شرايين وكلائها المؤلفة عقولهم. وإذا ما طابقنا رسالة "العوامية" الأخيرة التي أرادت إيران تمريرها وإرهاب بلاد الحرمين بها على ماسبقها من أحداث استطعنا بأقل جهد فك شفرة ودلالة الحدث ، فقد حاولت طهران من قبل إرباك بلاد الحرمين في أحداث مضت وآخرها هو ما تخطط له في البحرين على وجه التحديد ، وليس ذنب المملكة سوى أنها ذات ثقل ودرع يلوذ به السُنة رغم قصورها في شتى دول أصبحت تحت الهيمنة الإيرانية ، ولم تقف إيران حيال هذه المعطيات مكتوفة الأيدي بل سارعت في محاولة فاشلة لاستنساخ كلب حراسة على غرار ما يقوم به "حزب اللات" في جنوب لبنان، وتكون وظيفته إشعال بؤرة توتر ساخنة ومستمرة ، تستنزف خيرات بلاد الحرمين وتعصرها عصراً، والأهم أن تجمد فاعلية قوات درع الجزيرة عبر تعطيل دور القلب الذي تقوم به الرياض. وبالفعل كانت أحداث الحوثيين التي قدر الله أن تفشل بقدرته سبحانه ثم بالتحرك الأمني المبكر الذي قصف مخالب طهران في جبال الدخان، ولم تيأس إيران فقد فعلت من قبل أحداث الحوثيين وواصلت الضرب من تحت الحزام بتحريك أحداث البقيع ومظاهرات القطيف بعد أحداث 14 فبراير والتصعيد الإعلامي المتعمد المتكرر ومحاولة استثمار الحدث ، فانبرت طهران على لسان أحد وكلائها في ذلك الوقت المدعو نمر النمر في منطقة القطيف متوعداً ومهدداً بالانفصال قائلاً: "كرامتنا أغلى من وحدة هذه الأرض" ، وحينما ضغطت إيران على الريموت كنترول وتحديداً على زر التحريض تابع النمر التحريض المتعمد السافر ضد بلاد الحرمين وجاهراً علناً بالاستعانة بأي قوة خارجية، بما فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية على حد قوله !!بل مارس تصريحاته التحريضية العلنية في مدينة القطيف قائلا : : " لن تنالوا عدلاً إلا بالجهاد "..! وما الأحداث الأخيرة في البحرين عنا ببعيد والتي انكشفت أصابع إيران فيها والشحن الطائفي التي قامت به عن طريق إعلامها والقنوات التابعة لهيمنتها ، كل ذلك وغيره من أحداث يلقي بظلال الشك على إمكانية تعايش إيران سلمياً مع جيرانها، وتؤكد في الوقت نفسه أطماعها وأنَها لن تقف مكتوفة الأيدي مع "فشل" حملتها الطائفية في البحرين ، واحتمال خسارتها نظام بشار الأسد حليفها الإستراتيجي الذي أوشك على الانهيار بإذن الله .إن الدولة السعودية "السُنية" كانت في وضع يسمح لها بأن تظلم جميع الشيعة في القطيف وتمنعهم من حقوق كثيرة وتفعل مالا يخطر على بال أحد بإمكانياتها ولديها من الخطط والأفكار والمبررات والاقتراحات ما تستطيع أن تفعل الكثير !! ، ولكنها لم تفعل ، ولو أتيح الأمر لغيرها لرأينا أهوالاً كما هو الحال في العراق وإيران والأحواز السنية وسوريا الآن ، والسبب الحقيقي في ذلك أنها عاملت الشيعي مثل السني في الحقوق وهو أساس العدل وهو مطلوب حتى مع المخالف ، لكن من العدل أيضاً الضرب بيد من حديد على أولئك الذين اتخذوا من أعداء الوطن مرجعية سياسية ، وعدم الوقوف عند كلمات بيان للداخلية تم التقليل من شأنه.. وهو ماطالبت به في مقال سابق كتبت تحت عنوان : أبو لـُجين إبراهيم : الضرب بيد من حديد على من ؟!!إننا نؤكد أن دماء وأرواح السعوديين السُنة سواء من رجال الأمن أو غيرهم ليست أرخص من دماء الشيعة ، بلا مزايدة من إعلام ليبرالي يرى القشة في عين السُنة ولا يرى الجزع في عين الآخرين، وطالما أن الجميع يتمتعون بكافة الحقوق يترتب عليهم في الوقت نفسه المسئولية الكاملة تجاه أمن بلاد الحرمين الشريفين، كما أن أبنائهم الذين ثبت ارتكابهم أعمالاً إرهابية ليسوا فوق القانون ولا حصانة لهم تميزهم عن أبناء السُنة الموقوف بعضهم أمنياً بلا محاكمات حتى الآن !إن من الصدق مع النفس وعدم المجاملة أن أقول كلمة الحق وأنا من سكان ومواليد المنطقة الشرقية وعلى مقربة من مدينة القطيف .. ومن أبناء هذا الوطن الغالي أن حساسية الدولة تجاه التعامل بحزم مع ملف الخروقات الشيعي أوجد احتقان مكتوم ينذر بكارثة، ومن جملة ذلك السماح بجمع الملايين تحت مسمى الخُمس ، الذي ثبت أن بعضه يذهب لتدريب شباب شيعة السعودية في لبنان والعراق وإيران وسوريا!، والسماح بمساجدهم في أوساط السنة والتساهل في انتشار الحسينيات بشكل كبير .. ونتيجة ذلك قيام مدير مدرسة شيعي في القطيف في ذلك الوقت بتنزيل علم المملكة ورفع علم "حزب اللات" ، ولو استمرت هذه المعاملة الرخوة على هذا النحو فإن الأحداث في القطيف ستستمر بل ستتصاعد بدعم إيراني منسق ومدروس ، إلا إذا اتخذت الدولة موقفاً أكثر حزماً ممن يؤجج هذه الفتن . ومكمن الخطورة أن يفشل من سماهم بيان الداخلية بـ"عقلاء الشيعة" في العودة بأتباعهم المغترين بوعود إيران التي أوهمتهم بوطن مستقل تقطعه بسكين المؤامرة من جسد الوطن، وحرضتهم على شق ولاء الطاعة، غير آبهين بتحذيرات أولياء الأمر الذين لا لوم عليهم إذا احتاطوا بكافة الطرق لأمن البلاد ، لأن كل دول العالم تفعل الشيء نفسه حرصًا على أمنها الوطني ، حتى أن إيران في سبيل أمنها تتخذ ضد السُنة ما لا يتخذه ولاة أمرنا ضد الشيعة ، هذا إن أخذنا بحسن الظن في عمائم الداخل التي اتضح جلياً من سياق الأحداث أنها تتخذ من عمائم طهران مرجعية دينية وسياسية أيضاً ، الأمر من ذلك أن هؤلاء الفرس ينظرون إلى العرب جميعهم سواء السُنة أو حتى الشيعة نظرة ازدراء واحتقار، ويعتقدون بتخلفهم الذهني..!.والله من وراء القصد .أبو لـُجين إبراهيمالخبر ـ مساء الخميس ـــ 7ـ ذو القعدة ـ 1432