الجمعة، 14 أكتوبر 2011

للتاريخ ايضا وجهة نظر الجزء

kolonagaza7

بقلم : فاضي ماضي

في زمن الثورات , من يخدع الاخر انظمة الممانعة ام المقاومة
يقول الكاتب اللبناني نصري الصايغ :

لست قلقاً على النظام... هذا نظام لم يعد قابلاً للحياة... انه يعيش لحظاته الصعبة، وانه نظام يعيش في فراغ من المعنى والقيم السياسية... ولولا ماضيه في دعم المقاومة، لكان أشبه بالأنظمة العربية البائدة... او المقبلة على الرحيلإنما، هذا النظام قوي.... والحسابات ضرورية... لعل الأفضل، التسلح بجرأة الاستمرار بالتظاهر السلمي، والدفع باتجاه حلول مبتكرة، لرسم خريطة طريق لإنقاذ سوريا من المجهول الكارثي : حروب أهلية او تقسيم او... عليّ وعلى أعدائي يا ربهل من حلول وسط، وسط هذا السواد؟هل تعيد المعارضة حساباتها ؟هل يصغي النظام لأحد: وتحديداً إيران والمقاومة الإسلامية وموسكو؟هل... وألف هل، قبل ان يفوت الأوان، ويصير القتل خريطة الطريق إلى الهاوية؟البحث عن حلول، يتطلب تخطياً وجرأة من الطرفين، لصياغة مرحلة انتقالية، تحقق مبدأ الديموقراطية وتصون المقاومة
بينما يقول الكاتب خالد حمزة : ليس كل حزب ثوري يمتلك المناعة ضد التحرك اللاثوري في لحظة معينة، هل يمكن أن يفشل حزب أو جماعة أو تنظيم عقائدي وتحريري وثوري في التعرف على ثورة موازية ومكمّلة ومكافئة ومساندة لقضاياه تشتعل في الجوار المباشر له؟ الجواب لهذا السؤال هو نعم في حالة حزب الله اللبناني بالنظر إلى فشله التام في التعرف على الثورة التحريرية السورية المشتعلة منذ شهور بجواره.
هناك مقاربة نوعية بين الرأيين حسب قناعاتي وتجربتي الشخصية , فالكاتبين المرموقين لم يخرجوا من اطار ما نشأ عن الصدام الدموي بين النظام الاسدي البعثي والثورة السورية التي ما برحت تبحث عن موطئ عقائدي لتركيبتها المتنوعة ايديولوجيا ومذهبيا لا بل حتى عرقيا , انما ما تجاهله الكاتبين وغيرهم الكثيرين من اقلام النخبة , هو عدم التكامل التراكمي الخبراتي والعقائدي او حتى عناوين الامة العامة المتفق عليها تعبير فقهي دارج منذ نشوء الثورة الفلسطينية الاولى ما قبل النكبة مرورا بالثورة القومية الاجتماعية الاولى والثانية في لبنان مرورا بمعركة الكرامة في الاردن الى عمليات هضاب وسفوح جبل الشيخ والعرقوب وبعدها جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية بعد الاجتياح الاسرائيلي مباشرة وصولا لتجربة المقاومة العراقية ونشوء حركتي الجهاد وحماس وكتائب الاقصى والوية الناصر صلاح الدين وغيرهم الكثيرين بعد الانتفاضة الفلسطينية الاولى والثانيةوتسطير ملحمتي تموز 2006 ومعركة غزة البطولية ,
اولى الانتكاسات فشل المحاولة الرسمية العربية عبر جيش الانقاذ وفشل المحاولة الشعبية العربية بعدم نشوء قيادة موحدة ومشتركة للمقاومة العربية , وعاد التاريخ نفسه يكرر خداع النظام العربي الرسمي قبل النكبة وبعد النكسة لكل حركات التحرر والمقاومة العربية , بانهم مع تحرير الارض ودعم الثورات والمقاومة بينما جميع الجيوش لم تتحرك الا في حرب تشرين ولمرة وحيدة سبقتها محاولة بائسة عبر جيش القاوقجي , بينما تحركت اغلب قطعات الجيش العربي وفي اكثر من مرة ومناسبة حتى اصيحت عادة موسمية متكررة لضرب البلدات والمدن العربية والبنية التحتية لكل فصائل المقاومة بما فيها الثورة الاسلامية اللبنانية حزب الله ,
الانتكاسة الثانية هو رضوخ معظم الشارع العربي الرسمي والشعبي للامر الواقع (شرعية الاحتلال , البحث عن ادوار للتسوية , المزيد من التنازلات وبيع الحقوق , توقيع المعاهدات , الاعتراف بدولة الكيان الغاصب , فتح السفارات والممثليات الاقتصادية والثقافية , منح القواعد العسكرية للشرق والغرب معا , وانفاق الثروة القومية على التسلح الاجباري لحماية حدود التقسيمات الاستعمارية , وجعل الامة باجمعها كيانات مجزأة ومقسمة لها كيان ونظام سياسي ونهائية الوطن المحدود الجديد )
هذا الوضع الفريد في تصنيفه علميا اذا كان وطنيا او قوميا كان الداعم الاساس له ولقيامه انظمة ما سمت نفسها به الممانعة والمقاومة والصمود, وعلى الاثر مباشرة ركبت جميع فصائل المقاومة موجة الوصول الى السلطة واكتساب مغانمها وحصصها , لا بل توقفت تماما وعبر اتفاق لم يشهد له التاريخ مثيلا ولو بشكل غير مباشر كل عمليات المقاومة في الارض المحتلة العربية من بغداد الى الجولان ومزارع شبعا واغوار الاردن والضفة الغربية ومعابر قطاع غزة .لا بل ارتبطت كل منظومات المقاومة السياسية عضويا بكل الانظمة , مع توافقات الانظمة السرية وتوازناتها المحسوبة مع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة, والجميع يدعي انه مقاومة.
الانتكاسة الثالثة هو التحول الجذري والتاريخي ما بين المقاومة وشعبها الى علاقة كاملة متكاملة مع كافة اشكال الحكم والانظمة والتمذهب الطائفي , لا بل المشاركة في اقتسام سلطة الحكم , دون الالتفات عمدا وقصدا الى حاجات الشعب الاساسية من الحريات ولقمة العيش وتوزبع الثروات , وكيفية انبثاق السلطة بشكلها الطبيعي الديمقراطي,
الانتكاسة الرابعة : هي الكارثة الاخلاقية والقيمية وعمليات القتل المباشر نيابة ووكالة عن جيش الاحتلال الاسرائيلي الغاصب للبلدات والمدن العربية والشعب العربي عنما يصيح كل شهداء القمع الرسمي العربي للشعب العربي مجرد حفنة عملاء ومندسين ومخربين ومتامرين ,( لم يعد الجيش الاسرائيلي بحاجة الى قصف الانسان العربي وتقتيله وارتكاب المجازر بحقه طالما انه استطاع أي جيش الاحتلال ان يجند لخدمته معظم الشعب العربي الثائر )ادعاء انظمة المقاومة والممانعة وللاسف ايضا حركات المقاومة ,وفضلت المقاومة تغليب الانتماء المذهبي والارتباط الخارجي بدلاً من العمل من خلال انتماء للمقاومة ذات الجذر العربي الإسلامي الإنساني العالمي الأوسع الذي يرى المقاومة حقًّا مشروعًا للشعوب، حتى ضد نظم الحكم التي تدّعي المقاومة ولا تمارسها وتحرم شعوبها من ممارستها.
الانتكاسة الخامسة : هو ان المقاومة لم تقرأحالة الثورات العربية الراهنة من حيث هي ثورات تحررية ضد القهر والقمع والتسلّط، وتحريرية ضد الهيمنة والاحتلال والتبعية للخارج، واعتقدت أن كل ثورة ليست على نمط وشكل الثورة الدينية هي ليست ثورة، وربما تريد أن تخدع نفسها وتتصور أن بعض النظم الحاكمة نظام ثوري- وربما إسلامي- لأن له صلة ما بالمحاور الاقليمية التي تتبدل يوميا وموسميا ، على رغم من أن الحزب الحاكم لا يختلف كثيرًا عن كل الاحزاب العربية والعكس صحيح , وبالتالي الفشل برؤية الحكام بالقطع كيف انهم صورة طبق الأصل من الخلافة الاموية والعباسية والعثمانية ، بل أسوأ.
لهذه الأسباب خدعوا بعضهم بعضا وخدعوا شعوبهم ، فهل سوف يستمر هذا الخداع؟ ندعو الله ألا يكون هذا.
يتبع في اجزاء اخرى
والنصر للثورة العربية في سوريا واليمن وليبيا والبحرين

مشاركة مميزة