الأحد، 2 أكتوبر 2011

كلمة حق في الزمن الباطل

kolonagaza7

بقلم الكاتب// عزام الحملاوى
بعد وصول مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائليين إلى طريق اللاعودة, وبعد مماطلة إسرائيلية طويلة عملت على طمس الحق الفلسطيني في ظل تقاعس وتواطؤ أمريكي, قررت القيادة الفلسطينية التوجه للأمم المتحدة لعرض القضية الفلسطينية عليها استناداً للحق الفلسطيني الذي كفلته له القرارات والقوانين الشرعية والدولية, وللتأكيد على المرجعية القانونية والدولية لها لاسترجاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني التي أقرتها كل القوانين والقرارات الشرعية والدولية, والاعتراف بفلسطين كدولة 0 إن قرار الذهاب إلي الأمم المتحدة كان له دلالات كبيرة, حيث عبر عن التغيير في الفهم والإدراك, والتنفيذ في الوسائل والأساليب التي كانت تتعامل بها القيادة الفلسطينية قديما, والغي أسلوب التفكير التقليدي القديم لها فئ التعامل مع القضية الفلسطينية, حتى تتمكن من تحقيق البرنامج الوطني في دحر الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة0لذلك توجهت القيادة إلى الأمم المتحدة, ووقف الرئيس أبو مازن يوم 23/ 9/ 2011فى يوم وطني فلسطيني, وأعلن من خلال كلمته التاريخية التي القاها في مجلس الأمن الدولي في دورته السادسة والستين مطالبته بعضوية كاملة لفلسطين, وطالب جميع شعوب العالم بدعم الشعب الفلسطينى والوقوف معه من اجل الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة 0لقد كان الرئيس في خطابه متمسكا بثوابت وحقوق أبناء الشعب الفلسطيني, ومعبرا عن إرادته في الداخل والشتات موضحا تضحياته ومعاناته نتيجة الاحتلال والتهجير, ونضاله الطويل من اجل نيل الحرية والاستقلال0واعلن خلال كلمته القوية والتاريخية التي أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية، عن جهوزية الشعب الفلسطيني لإقامة دولته, وأكد إصراره على نيل حقوق شعبه المشروعة التي كفلتها له القوانين الدولية التي تتمثل في الاستقلال والدولة في ظل دولة المؤسسات وسيادة القانون. لقد كانت كلمة الرئيس شاملة على كل الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها الأسرى, واللاجئين, والدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشريف, وكشف أيضا عن عذابات الشعب الفلسطيني وما يعانيه يومياً على يد جنود الاحتلال الاسرائيلى على كافة الجوانب التعليمية, والدينية،والاجتماعية, والصحية ،والاقتصادية, والسياسية, وحمل إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات. لقد فضح أيضا ممارسات الاحتلال القذرة, وطالب بدور أكثر فاعلية للأمم المتحدة من أجل تحقيق سلام عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. لقد كانت أمريكا وإسرائيل تدرك مدى تأثير خطاب أبو مازن سلبيا عليها في المجتمع الدولي لذلك مارستا ضغوطا قوية عليه, ولكنه استطاع الصمود في وجه تلك الضغوط وتمسك بالموقف الفلسطينى ,وقدم طلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة على مرأى دول العالم كلها, وعرض المطالب الفلسطينية بقوة وثبات, ودافع عن الحقوق الفلسطينية التي اقرها المجتمع الدولى وهو ما اكسبه احترام شعبه ودول العالم0 أن ماجاء في خطاب الرئيس من نقاط هامة تستدعي تكاتف الجميع بدون استثناء, وتتطلب إجراء تغييرات جوهرية على الأرض لمواجهة الصلف الإسرائيلي والأمريكي الذي هدد باستخدام الفيتو ضد الدولة الفلسطينية ، وهذا يتطلب توحيد الصف الوطني, وطي صفحة الانقسام الداخلي من خلال اتفاق المصالحة, وضمن خطط وبرامج موحدة لمواجهة الاحتلال والتحديات بما يعزز من قدرة شعبنا على الصمود, لذلك أصبح تنفيذ المصالحة الوطنية ضروريا لنتحدث مع العالم بلغة واحدة , وبقوة الوحدة الوطنية والمقاومة السلمية لمواجهة الاحتلال وجرائمه, ولنستطيع استغلال حالة الإرباك الذي حدثت داخل إسرائيل, حيث اعتبرت إن الخطاب كان مفاجأة وقوى جدا,ويؤكد على العمل الجاد من قبل الرئيس عباس من اجل كسب الاعتراف بالدولة الفلسطينية, وانه تجاوزا للشريك الاسرائيلى في عملية السلام, واعتبرته تحريض على دولة إسرائيل وتجنيد العالم كله ضدها ووضعها في موقف لا تحسد عليه, ورفضا للسلام.اما أمريكيا فقد حاولت أمريكا ثنى عزم الرئيس من التوجه للأمم المتحدة ولكنها باءت بالفشل, وحاولت التأثير والضغط على الدول بعدم التصويت لصالح القرار الفلسطينى ,لان توجه أبو مازن جاء ضد سياساتها, وسيزيد من عزلة إسرائيل, وسيحرجها أمام دول العالم في حال استخدامها الفيتو, ويضعها في مصاف الدول المعادية لحقوق الشعوب وحق تقرير المصير, والقانون الدولي, ولكل القرارات الدولية, وسيكلف الولايات المتحدة مكانتها وسمعتها ومصالحها في المنطقة, خاصة إن الثورات المتعاقبة والأحداث المتلاحقة في المنطقة العربية تشير الى ازدياد عدد الدول المعادية لإسرائيل والسياسة الأمريكية. لقد كشف ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة زيف المصداقية الأمريكية وسياساتها في المنطقة العربية والإسلامية, فلم تعد لها مكان في ظل ثورات الربيع العربي التي تطالب بالحرية والتخلص من الاستبداد والظلم, لهذا لم يعد هناك اى فائدة من التعويل على الإدارة الأمريكية ,وعليها إعادة النظر في سياساتها ومواقفها قبل فوات الأوان.

مشاركة مميزة