الأحد، 2 أكتوبر 2011

مظلومية الأقباط في مصر .

kolonagaza7

هادي جلو مرعي
حين بعث رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وأصحابه) الى كبير القبط في مصر يدعوه الى الإسلام,لم يكن رده كما فعل قيصر, أوكسرى ,بل رد بود, وأهدى لمحمد جارية قبطية كانت أما لأحد أبنائه الذين توفاهم الله ,وحزن عليه كثيرا حين قضى ..
وسميت مصر ببلاد القبط حتى قبل قدوم الفاتحين من المسلمين إليها,وكان عهدها بالمسيحية سابقا لعهدها بالدين الجديد.وإذا كانت مصر هي التسمية التي علقت بهذه البلاد منذ أيام الفراعنة ,وإذا كان القرآن قد ذكرها في معرض روايته لقصة سيدنا يوسف ,فإن الأقباط وجدوا على أية حال قبل وجود المسلمين, ولهم حق العيش فيها كما لغيرهم من أتباع الديانات السماوية,وقد يحق لهم تسمية مصر (بلاد القبط) , كما يحق للمسلمين تسميتها( مصر).
وإذن فليس من العدل إجهاض حقوق الأقباط, وحرق كنائسهم وصوامعهم, مع أن زعامات المسلمين في عهود الإسلام الأولى حذروا قادة جيوشهم من إيذاء غير المسلمين في غزواتهم وحروبهم ,وحذروهم من هدم الصوامع والكنائس ,وكان بعضهم يعمل بالوصية ويزيد عليها بالرعاية والعناية بهم.
لاندري الى ما يمضي الشعب المصري بعد الإطاحة بحكم الرئيس محمد حسني مبارك ؟وكيف سيلبي المجلس العسكري الحاكم وقوى الثورة ,والجماعات السياسية مطالب الأقليات بتوفير الحماية ,وتأمين المشاركة السياسية ,والتمثيل العادل في السلطة؟خاصة مع توفر نزعة التطرف لدى جماعات بعينها تحاول جر الأمور الى دوائر غير محمودة قد تطيح بكل الآمال التي فجر المصريون لأجلها ثورتهم في يناير ,وقدموا العشرات من الشهداء, وسهروا الليالي في ميادين التحرير في مدن البلاد المختلفة!
الأقباط كما سواهم من الأقليات الدينية معرضون لمخاطر جسيمة,ومن أيام شكلت حادثة كان سببها رجل دين مسلم علامة فارقة في سجل الأحداث اليومية في هذه البلاد ,وهي أحداث لاتظهرها وسائل الإعلام, وتبدو صغيرة وغير ذي أهمية لكنها تشير حتما الى قرب الإنفجار الكبير الذي سيدمر العلاقة بين المسلمين والاقباط الذين عاشوا في هدنة طوال سني مبارك.
هذه الحادثة تلخصت في قيام أحد الشيوخ بالتحريض على هدم منارة كنيسة قبطية بحجة أنها تعلو المسجد المقام في الموضع القريب منها,فما كان من المصلين إلا أن هجموا عليها ودمروها وأحرقوها..ومثل هذه الحوادث تكررت وتتكرر كثيرا هذه الأيام في المحروسة,ولعل موقعة إمبابة الشهيرة شاهد على ما يمكن أن تذهب إليه الأحداث من تطرف قد يودي بشكل مصر الحضاري وموقعها الريادي في العالم.
أعرف إن الأقباط يتوزعون في أنحاء من البلاد,وهم يمتلكون التاريخ والجغرافيا والثقافة,وهي عناصر قوة تؤهلهم لإثبات الحضور وعدم التماهل في ترسيخ المكاسب التي هي من حقهم,وليس من الممكن تجاهل حضورهم في كل المدن والقرى في الصعيد ,فهم يوجدون في أسيوط والمنيا وبني سويف ومنفلوط والجيزة والأقصر وسوهاج,وحواضر أخرى ,وقد صنعوا وجودا مميزا في كل قطاعات الحياة المصرية,وليس من العدل تجاهل حقوقهم تلك بل يتوجب على المجلس العسكري الحاكم والقوى اللبرالية والإسلامية الواعية أن تساعد في تأمين العلاقة بين مكونات الشعب المصري بمافي ذلك الأقباط وهو إنجاز سيحسب للجميع مثلما إن أي تدهور سيصيب بالضرر كل تلك المكونات.
hadeejalu@yahoo.comhadee jalu mareeIraq-Baghdad Journalist & Writer(JFO)009647901645028009647702593694
--

مشاركة مميزة