السبت، 29 أكتوبر 2011

المشهد : حَلْ السلطة .. بقلم د.مازن صافي

kolonagaza7

انهينا عرض المشهد السابق من مقالنا بملاحظة تقول أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قال :" السلطة ليست سلطة وما جدوى استمرارها وإلى أين نحن ذاهبون ؟ " .. هنا تساؤل مشروع يحتاج الى توضيح وتفسير وأيضا وضع النقاط فوق الحروف كي تفهم الأمور كما يراد لها أن تصل ، لا أن يتم تشويهها واستغلالها ونشرها بصورة لا تهدف الهدف منها .. نعم كل فلسطيني يسأل اليوم ، هل ستستمر الأمور بهذا الجمود ، هل لحظة الانفجار السياسي قد لاحت في الأفق وماذا تبقى كي يتم فعله .. ذهبنا الى كل العالم ، قلنا للعدو والصديق أننا أصحاب حق وقضية لا نسعى لنكون فوق القانون الدولي بل أننا نتسلح به .. وتسلحنا وعلنا بالمقاومة الشعبية السلمية وقلنا لنحمي شعبنا ومقدراتنا من البطش والعنجهية والفكر الإسرائيلي التدميري كوسيلة تجيدها لإلغاء وجودنا .. لا أحد يريد حل السلطة .. لا أحد يريد ان تتهدم أركان المؤسسة السياسية التي جاءت بعد الكثير من الجهد والعرق والشهداء واستنزف بنيانها الكثير من المال والوقت .. السلطة الوطنية الفلسطينية فوق الأرض الفلسطينية استحقاق ثوري بامتياز .. لا نريد أن يتم تشويهه أو تعريته .. نريد حمايته من أن يصبح بلا معنى أو بلا هدف .. لذلك وهذه قراءتي أن الرئيس لم يقصد حل السلطة بالمعنى المجرد .. بل المقصود هو إرسال رسالة للعالم ولكل المعنيين بالسلطة وبقاؤها قوية وكل من ساهم وشارك في توقيع الاتفاقيات التي جاءت بالسلطة .. الرسالة تقول أن السلطة بمعناها السياسي قد دمرته إسرائيل .. سلطة بلا سيادة ولا أفق .. سلطة بلا صلاحيات ولا قوة مطلوبة .. السلطة بلا صلاحيات وبلا أي دعم سياسي دولي حقيقي .. ولا معنى للسلطة تحت الاحتلال .. الاتفاقيات التي أحدثت كثير من النقاش والإشكاليات والتي جاءت بالسلطة لم تكن الى ما لا نهاية .. بل سلطة لها جدول وحل نهائي .. كل هذا ضربت به إسرائيل عرض الحائط وتنصلت منه .. ومارست الولايات المتحدة الأمريكية الازدواجية السلبية والمتعمدة فلم تحمي الاتفاقيات التي وقعت في بيتها الأبيض ولم تقول لإسرائيل أن لفلسطين حق الدولة .. بل أنها تقول أن أمن إسرائيل فوق كل شيء وأن قوة إسرائيل مصلحة حيوية أمريكية .. والأسوأ انه حين ذهبت القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة تم تهديد الرئيس أبومازن بنفس الأسلوب والكلمات التي تم التهديد فيها للشهيد القائد الرئيس أبو عمار في كامبديفيد .. اذن المطلوب أن تبقى السلطة هزيلة بلا كيان سياسي وبلا أفق وبلا أهداف وبلا استيراتيجية ومهام مستقبلية يعني مثل ما يقولوا بالبلدي " خوذ قرشين وتفسح وكول وآخر الليل روح نام واحلم .. وفي الصباح يعاد المشهد نفسه " .. لا تطلب أكثر من ذلك كي لا يؤخذ منك القرشين وتصبح مفلسا وتجوع ولا تقوى على النوم وتحرم عليك الأحلام ..
الرئيس الفلسطيني كان صادقا فيما قال ، ولم يكن هذا أول تصريح ، بل أنه كان واضحا وحادا مع الرئيس الأميركي باراك اوباما عندما طالبه بعدم التقدم بطلب الاعتراف إلى مجلس الأمن، فما كان من الرئيس الفلسطيني الا أن ابلغ الرئيس الأميركي أن الشعب الفلسطيني مل من مسيرة التفاوض التي تستغلها إسرائيل لفرض وقائع على الأرض وانه لن يخون قضية شعبه ويتحول إلى جسرا لتحقيق أحلام إسرائيل التوسعية .. لقد وصلت القيادة الفلسطينية الى محطة دولية عالمية ننتظر أن تؤتى ثمارها في قرار لجنة العضوية بعد عدة أيام .. إن معالجة ما آلت إليه السلطة السياسية الفلسطينية يتم من خلال تحويلها إلى دولة وفق ما ورد في كل مقررات ومواثيق الأمم المتحدة وما وافقت عليه جامعة الدولة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وما تم من توافق في اتفاق القاهر في مايو2011 بالقاهرة .. وكذلك يجب رفع سقف التمثيل الفلسطيني عالميا وفي اكبر منظمة دولية و مع الحفاظ على الثوابت ومكانة وقوة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني .. هكذا يمكن الخروج من الأزمة السياسية التي تواجه السلطة والتي تهدد بإفراغها من مضمونها ومهامها الحقيقية ..
ملاحظة : تصوت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" يوم الاثنين المقبل على طلب فلسطيني لعضوية المنظمة، في اطار مساع أوسع للفلسطينيين للاعتراف بهم كدولة في نظام الأمم المتحدة

مشاركة مميزة