kolonagaza7
بقلم الكاتب الفلسطيني/ إبراهيم المدهون
لمن لا يعرف، المُصالحة مَطلبٌ شعبي فلسطيني جَمعي. فالانقسام لا يُرضي إلا الذين يَقتاتون على وجوده وبقائه، فلا خيارَ أمامنا كشعب وقضية وتاريخ إلا إغلاق هذا الملف الأسود وللأبد، فالمصالحة قادمة قادمة لا شك في ذلك، وعلى السياسي والإعلامي أن يركب بمركبتها قبل فوات الأوان.
فالانقسام يقف حداً فاصلاً بين أهداف الشعب الفلسطيني وتحقيقها، فإنهاء الانقسام وإرساء قواعد صحيحة لبيئة سياسية فلسطينية تقوم على الشراكة والوحدة، هي المعادلة الصحيحة للخروج بالشعب والقضية من كبوتها، وهي العنوان الأدق للتعامل مع المتغير في المنطقة العربية، وأي تقصير في ذلك فالخاسر الأكبر هو وطننا وقضيتنا ومستقبلها.
وللأمانة العلمية فعلينا تشخيص المشكلة، ومن الخطأ خلط الحابل بالنابل، وتشخيصُ المُشكلة أول طرق حلها، لكي لا نتوه في تعقيداتها، فهناك توجه حقيقي من قبل حركتي فتح وحماس لإنهاء ملف الانقسام وتجاوز المرحلة بسلبيتها، وفي قطاع غزة هناك حراك يومي وجدي من اجتماع لجان، وبوادر إيجابية وطيبة كان آخرها قرارات رئيس الوزراء إسماعيل هنية السماح بفتح مكتب لجنة الانتخابات المركزية بغزة وتسهيل مهامه، وتسليم بيت الرئيس أبو مازن وتوفير حراسة ملائمة له، والالتزام بكل ما تقرره لجنة الحريات، وقام رئيس المكتب الإعلامي الحكومي السيد حسن أبو حشيش بالمسارعة في تنفيذ بما أقرته لجنة الحريات بخصوص الصحف الممنوعة بالتزامن، بعد كل هذا ماذا في الاتجاه الآخر؟
للأسف نرى أن المعضلة الحقيقية تكمن في الأصابع التوتيرية الخفية والعلنية في الضفة الغربية، فلقد أخبرني أكثر من أخ ممن يتم استدعاؤهم من قبل المخابرات والوقائي أن الضباط وأثناء التحقيق معهم يقولون لهم بصريح العبارة " لن نسمح بالمصالحة ولن نتعاط معها"، هذا القول يتم ترجمته على أرض الواقع فمع كل تقارب بين حركتي فتح وحماس هناك تصعيد حقيقي تشهده الضفة الغربية ضد أنصار المقاومة، إن كان في رفع سقف الاستدعاء لأنصار حماس والتضييق عليهم، أو من خلال تدفق التصريحات الهجومية على الحركة ورموزها هنا وهناك.
وفي التوقيت ذاته الذي رعى فيه السيد إسماعيل هنية لقاء بين فتح وحماس يوم السبت 14 يناير اتهم من قبل متحدث مجهول باسم الرئاسة وعلى وكالة وفا الرسمية بأنه "يصر على تسميم" أجواء المصالحة الفلسطينية، هذا التصريح يعزز وجود قوى مرئية وغير مرئية، سرعان ما تتدخل سلبياً، من خلال تسريبات الإعلام لإفساد هذا الجو الوطني وإحباط هذا التفاؤل، والعودة بالأمور إلى نقطة الصفر من جديد، فالتصريح الرسمي الذي خرج باسم الرئاسة الفلسطينية لم يحمل اسماً أو صفة، مما يُدلل على وجود أصابع تتلاعب برعونة، وتحاول إفساد الجو التصالحي الذي يرعاه السيد هنية في غزة، والسيدين مشعل وعباس في لقاءاتهما المتكررة.
لا أعلم متى تنتهي ردود فعل بعض الإعلاميين والسياسيين في الضفة الغربية على إشكالية دخول السيد صخر بسيسو لقطاع غزة؟ فالسيد توفيق الطيراوي لم يفق إلا بالأمس وينتبه أن هناك إشكالية حدثت قبل (أسبوع) على معبر بيت حانون مع وفد حركة فتح، فاهتاج وماج وأطلق التصريحات الصحفية يتهجم فيها على حركة حماس وقيادتها. أعتقد يا سيد توفيق أن هذه اللغة انتهت وأصبحت من الماضي، ولن تجد لها ترحيب في جمهور حركة فتح فضلاً عن باقي شرائح المجتمع الفلسطيني، فأعتقد أن السيد أبو مازن كان صادقاً في توجهه نحو المصالحة فقد غسل يديه من الاحتلال، وهو يوقن أنه لن يعطيه شيئاً، ووصل لنتيجة مفادها أن هذه المفاوضات ما هي إلا ملهاة وتضييع للوقت، وها هو ذا يبحث الآن عن خروج آمن من الحياة السياسية.
المصالحة أمرٌ واقعٌ لا مفرَ منه، وهناك عزمٌ ونيةٌ صادقةٌ من الأطرافِ الرئيسيةِ والزعاماتِ الحقيقة، ويوجد اتفاقٌ لا رجعة فيه، وكل هذه الأعمال والتصريحات والفبركات لن تدوم أمام الإصرار الجاد نحو تحقيق الوحدة والشراكة، على وكالات الأنباء والجهات الإعلامية المعنية التعاطي بوطنية قبل حتى المهنية مع هذا الملف الحساس.
لمن لا يعرف، المُصالحة مَطلبٌ شعبي فلسطيني جَمعي. فالانقسام لا يُرضي إلا الذين يَقتاتون على وجوده وبقائه، فلا خيارَ أمامنا كشعب وقضية وتاريخ إلا إغلاق هذا الملف الأسود وللأبد، فالمصالحة قادمة قادمة لا شك في ذلك، وعلى السياسي والإعلامي أن يركب بمركبتها قبل فوات الأوان.
فالانقسام يقف حداً فاصلاً بين أهداف الشعب الفلسطيني وتحقيقها، فإنهاء الانقسام وإرساء قواعد صحيحة لبيئة سياسية فلسطينية تقوم على الشراكة والوحدة، هي المعادلة الصحيحة للخروج بالشعب والقضية من كبوتها، وهي العنوان الأدق للتعامل مع المتغير في المنطقة العربية، وأي تقصير في ذلك فالخاسر الأكبر هو وطننا وقضيتنا ومستقبلها.
وللأمانة العلمية فعلينا تشخيص المشكلة، ومن الخطأ خلط الحابل بالنابل، وتشخيصُ المُشكلة أول طرق حلها، لكي لا نتوه في تعقيداتها، فهناك توجه حقيقي من قبل حركتي فتح وحماس لإنهاء ملف الانقسام وتجاوز المرحلة بسلبيتها، وفي قطاع غزة هناك حراك يومي وجدي من اجتماع لجان، وبوادر إيجابية وطيبة كان آخرها قرارات رئيس الوزراء إسماعيل هنية السماح بفتح مكتب لجنة الانتخابات المركزية بغزة وتسهيل مهامه، وتسليم بيت الرئيس أبو مازن وتوفير حراسة ملائمة له، والالتزام بكل ما تقرره لجنة الحريات، وقام رئيس المكتب الإعلامي الحكومي السيد حسن أبو حشيش بالمسارعة في تنفيذ بما أقرته لجنة الحريات بخصوص الصحف الممنوعة بالتزامن، بعد كل هذا ماذا في الاتجاه الآخر؟
للأسف نرى أن المعضلة الحقيقية تكمن في الأصابع التوتيرية الخفية والعلنية في الضفة الغربية، فلقد أخبرني أكثر من أخ ممن يتم استدعاؤهم من قبل المخابرات والوقائي أن الضباط وأثناء التحقيق معهم يقولون لهم بصريح العبارة " لن نسمح بالمصالحة ولن نتعاط معها"، هذا القول يتم ترجمته على أرض الواقع فمع كل تقارب بين حركتي فتح وحماس هناك تصعيد حقيقي تشهده الضفة الغربية ضد أنصار المقاومة، إن كان في رفع سقف الاستدعاء لأنصار حماس والتضييق عليهم، أو من خلال تدفق التصريحات الهجومية على الحركة ورموزها هنا وهناك.
وفي التوقيت ذاته الذي رعى فيه السيد إسماعيل هنية لقاء بين فتح وحماس يوم السبت 14 يناير اتهم من قبل متحدث مجهول باسم الرئاسة وعلى وكالة وفا الرسمية بأنه "يصر على تسميم" أجواء المصالحة الفلسطينية، هذا التصريح يعزز وجود قوى مرئية وغير مرئية، سرعان ما تتدخل سلبياً، من خلال تسريبات الإعلام لإفساد هذا الجو الوطني وإحباط هذا التفاؤل، والعودة بالأمور إلى نقطة الصفر من جديد، فالتصريح الرسمي الذي خرج باسم الرئاسة الفلسطينية لم يحمل اسماً أو صفة، مما يُدلل على وجود أصابع تتلاعب برعونة، وتحاول إفساد الجو التصالحي الذي يرعاه السيد هنية في غزة، والسيدين مشعل وعباس في لقاءاتهما المتكررة.
لا أعلم متى تنتهي ردود فعل بعض الإعلاميين والسياسيين في الضفة الغربية على إشكالية دخول السيد صخر بسيسو لقطاع غزة؟ فالسيد توفيق الطيراوي لم يفق إلا بالأمس وينتبه أن هناك إشكالية حدثت قبل (أسبوع) على معبر بيت حانون مع وفد حركة فتح، فاهتاج وماج وأطلق التصريحات الصحفية يتهجم فيها على حركة حماس وقيادتها. أعتقد يا سيد توفيق أن هذه اللغة انتهت وأصبحت من الماضي، ولن تجد لها ترحيب في جمهور حركة فتح فضلاً عن باقي شرائح المجتمع الفلسطيني، فأعتقد أن السيد أبو مازن كان صادقاً في توجهه نحو المصالحة فقد غسل يديه من الاحتلال، وهو يوقن أنه لن يعطيه شيئاً، ووصل لنتيجة مفادها أن هذه المفاوضات ما هي إلا ملهاة وتضييع للوقت، وها هو ذا يبحث الآن عن خروج آمن من الحياة السياسية.
المصالحة أمرٌ واقعٌ لا مفرَ منه، وهناك عزمٌ ونيةٌ صادقةٌ من الأطرافِ الرئيسيةِ والزعاماتِ الحقيقة، ويوجد اتفاقٌ لا رجعة فيه، وكل هذه الأعمال والتصريحات والفبركات لن تدوم أمام الإصرار الجاد نحو تحقيق الوحدة والشراكة، على وكالات الأنباء والجهات الإعلامية المعنية التعاطي بوطنية قبل حتى المهنية مع هذا الملف الحساس.