الاثنين، 16 يناير 2012

لجنة لأنقاذ السينما والمسرح في العراق



kolonagaza7

الفنانون يؤسسون حركة (إحتلوا المسرح الوطني ) على غرار حركة (إحتلوا وول ستريت) عاصمة الثقافة العربية بلا مسارح ولادور سينما .
حكاية بقلم هادي جلو مرعى .
شتاء عام 2002 ، كان نظام صدام حسين الشمولي يستعد لرحيل قسري ، وكانت القوات الأمريكية تحشد أساطيلها في البحر ودباباتها ومدافعها على حدود الوطن المحاصر ، كنت أسير يومياً أذرع جسر ألسنك نازلاً جهة الكرخ من دجلة ، أتأمل الماء المترقرق يمضي رويداً نحو الجنوب ، وكانت بغداد هادئة ووادعة وخائفة تترقب ، كنت أمر من امام بوابة مسرح الرشيد الشهير جوار مبنى الإذاعة والتلفزيون والملاصق لوزارة الثقافة والإعلام وكلها تقع في الجهة المقابلة لفندق المنصورميليا الذي يمدد ساقيه على شاطئ النهر مردداً لأغنية الراحلة وحدية خليل ... في أثناء مروري اليومي على الجسر كنت أصادف الفنان الراحل حسين اللامي الذي لم يعد يعرفه أحد ، وكنت أسايره يحكي همومه وعناء الفن والإبداع في العراق الذي جعل منه نظام البعث مجرد تجمع لفنانين راضخين لشروط السلطة يوقعون كل يوم في دائرة السينما والمسرح في مبنى مسرح الرشيد الذي بنته شركة فرنسية بتصاميم مذهلة عام 1982 عندما كانت الحرب تستمر مع الجارة إيران .
حسين اللامي الذي وصفه المخرج والممثل المسرحي الكبير عزيز خيون بعبارة (كانت ألسنتنا طويلة وكنا نعبر عن بعض ما في دواخلنا ، وكان حسين اللامي يكتم همه وقهره على المسرح والسينما والفن في العراق ، وقد قتل نفسه بطريقة أخرى ). هذا الفنان الرائع مثل دور الأخ الشقيق للفنانة الرائعة شذى سالم في مسلسل (فتاة في العشرين ) وهو من امتن الإعمال الدرامية التي قدمها التلفزيون العراقي نهاية العقد السبعيني .
تعرض مسرح الرشيد إلى الدمار عام 2003 ، ومثله مبنى الإذاعة والتلفزيون ، ووزارة الثقافة لكن التلفزيون سرعان ما اعيدت له الحياة ، في حين احتل مجلس العاصمة بغداد مبنى الوزارة وتم تأهيل طابقين منه بادئ الأمر لمزاولة إعمال المجلس ، وبقي المسرح (الرشيد) في حالة يرثى لها وهو من بقايا النظام الشمولي الذي بني العشرات من دور السينما والمسارح في بغداد ، وهي ذاتها التي تعرضت للخراب عام 2003 وما تزال على حال من الإهمال ، في حين تم إغفال العمل المسرحي وغيب الفنانون الجادون من عمالقة المسرح العراقي ، ومنهم من مات كمداً وحزناً .
في نيويورك يتعارك الناس ، أو يقفون في طابور طويل للحصول على تذكرة الدخول لمشاهدة واحدة في المسرحيات التي تعرضها أشهر مسارح المدينة الكونية ، وفي بغداد يعم الخراب ، وتسرح العناكب في أنحاء ألمبان المهملة والمسماة (دور السينما ) و (المسرح).
الفنانون العراقيون والمخرجون والنقاد ، والمشتغلون في صناعة لسينما والمسرح ، يعانون من ضائقة العيش والحرمان والإهمال ، وفقدان البنية التحتية اللازمة للنهوض بقطاع الفن السابع والمسرح الجاد والأهلي ، والهادف وتصر دائرة السينما والمسرح في العراق على إتباع سياسة تسعى لتحويل العمل فيها إلى ما يسمى (التمويل الذاتي ) في حين يصر المئات من المشتغلين في ساحتها على إبقاء العمل بنظام التمويل المركزي ، الذي يعتمد الدعم الرسمي من الدولة ووزارة الثقافة للإنتاج السينمائي والمسرحي .
يقول الفنان المسرحي عزيز خيون في وصف إعلانه وزملاء له تشكيل (لجنة إنقاذ السينما والمسرح في العراق )(هذه اللجنة شكلت من شعور هؤلاء الفنانين إلى قانون يحمي النشاط المسرحي والسينمائي في دائرة السينما والمسرح التي يحاول القائمون عليها إتباع سياسة التمويل الذاتي والعودة إلى التمويل المركزي الذي يحمي فئات من الفنانين ، حيث يهدف هؤلاء إلى تحويل الدائرة إلى شركة تصرف الأموال من خلال التمويل الذاتي الذي يحقق ــ للأسف ــ فائدة لأشخاص معدودين ويحرم الدائرة من تنفيذ برامجها وخططها الطموحة لتفعيل المسرح والسينما والفنون الشعبية ، بما يتناسب وطموحات هؤلاء الفنانين التي هي طموحات عراقية خالصة ، وتنطلق من قلق يتمثل في تراجع المسرح العراقي الذي يعاني التدهور المتسببة به دائرة السينما والمسرح عبر سياستها المتبعة منذ سنوات وطرحها تكريس آلية التمويل الذاتي ، ورغما عن قرار مجلس الوزراء عام 2008 الذي أكد العمل بآلية التمويل المركزي ، والذي اتبع بقرار ثان بتاريخ 29/12/2011 يؤكد القرار الأول .
المخرج أحمد حسن موسى قال : تهدف لجنة انقاد السينما والمسرح في العراق إلى الدفع باتجاه إعادة أعمار البنية التحتية للسينما والمسرح في البلاد ، فلا يمكن للنشاط المسرحي والسينمائي أن يتقدم دون مبان ومؤسسات تمتلك مقومات احتضان العروض المسرحية والسينمائية ، خاصة وأننا مقبلون على اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية فتحولت ألمبان تلك إلى مخازن لأصحاب الورش الفنية ! .
المخرج المعروف كاظم ألنصار علق على عبارة أطلقتها قلت فيها : إنكم الفنانون بحاجة إلى حركة على غرار حركة (احتلوا وول ستريت ) المشهورة في الولايات المتحدة والتي دعا مطلقوها إلى احتلال شارع المال والأعمال الشهير ، وانصح إن تسموها ( حركة .إحتلوا المسرح الوطني ) . قال النصار : إننا سنعمل على تفعيل دور اللجنة من خلال عقد اجتماعات دورية ، والسعي إلى لقاء السلطات التشريعية والتنفيذية في الدولة العراقية ( البرلمان والحكومة ). وبالتعاضد بين ألاف الفنانين في بغداد والمحافظات ، والكتاب والأدباء والصحفيين المؤثرين لتشكيل حركة ضغط حقيقية من اجل دفع مؤسسات الدولة المعنية للعمل على إعادة الروح للسينما والمسرح في البلاد ودعم الإنتاج السينمائي والمسرحي وتغيير السياسات التي تتبعها الدائرة في أكثر من مجال .
الفنان الشاب سعد عزيز عبد الصاحب والذي يعمل في مجال النقد المسرحي عبر حزنه للحال الذي وصل إليه المسرح العراقي ، وقال : لقد حرم العراق من المشاركة مهرجانات عربية خلال الفترة الماضية بحجج واهية ومنها (مهرجان قرطاج ، ومهرجان المسرح العربي في عمان ، ومهرجان الفجيرة في دولة الإمارات ، ومهرجان طقوس الذي وصفه أحد المسؤولين في الدائرة بقوله (مهرجان سياحي ) ، وقد ساق مسؤولو الدائرة عذر (عدم وجود ميزانية ، والافتقاد إلى إعمال تليق بسمعة العراق ، متسائلاً : أين ذهبت ميزانية الفنان ماجد لفتة العابد المتخصص في الإدارة المسرحية قال : أن ميزانية أعمار المسرح الوطني بلغت أربعة مليارات دينار عراقي ، لكن الذي حصل إن حال المسرح بعد إنفاق تلك الأموال الطائلة تحول إلى الأسوء ، وكانت المياه الناتجة عن الإمطار تتسرب عبر السقف وما تزال ! حتى خشبة المسرح لم يتم تبديلها !
وتضم لجنة إنقاذ السينما والمسرح في العراق من الفنانين ، عزيز خيون ، وعواطف نعيم ، وفاطمة الربيعي وكاظم النصار، وعزام صالح ، وأسيا كمال ، وجميل النفس ، وباسل شبيب ، وجلال كامل ،وعماد محمد،وانس عبد الصمد، ومحمد هاشم ، وسناء عبد الرحمن ، وفلاح إبراهيم ، وسعد عزيز عبد الصاحب ، ونظير جواد ، وعباسي لطيف ، ويحيى إبراهيم ، وماجد لفته العابد ، واحمد حسن موسى ، وهي مهيئة لتضم فنانين آخرين ، في قطا الإخراج والتمثيل والنقد والإدارة والعمل الأكاديمي والتصميم ، والإعمال التقنية المتصلة بالإنتاج السينمائي والعمل المسرحي . hadee jalu mareeIraq-Baghdad Journalist & Writer(JFO)009647901645028009647702593694

مشاركة مميزة