السبت، 7 يناير 2012

أحزاب وطنية لفش غل الرعية



kolonagaza7

بقلم / توفيق أبو شومر
أنابيش 10
الوحيدُ الذي يمكنه أن يلتقي بالسلطان، في كل وقت وأوان هو كبير المستشارين، فالسلطان متأكد بأن وراء المستشار دولا كبرى، تدعمه من وراء الشطآن، على اعتبار أنه بالفعل السلطان!
لذلك فكل اقتراحات المستشار يعتبرها السلطان، أوامر وقرارات سامية، وبيانات، وقوانين، لا تقبل النقض أو التعديل !
وفي إحدى الليالي أسرّ المستشار إلى السلطان قائلا:
لا يثبت بنيان السلطنة إلا بتشكيل الأحزاب والتنظيمات، فبها يمكننا أن نعرف ما خفي من أفكارٍ، وبدلا من أن نضع على كل لسانٍ ختم السلطان، نكلف فقط رقيبا أو رقيبين على كل حزب من الأحزاب يتابع رئيسه ومنافسه فقط .
فأذعن السلطان لمشورة المستشار، وأصدر القرار التالي:
أمرنا بما هو آت:
" يُسمح بتشكيل الأحزاب والتنظيمات، بشرط أن يكون الحزب وطنيا، مواليا للسلطان، وأن يُفصح الحزب عن ولائه للسلطان، وأن يفتح الحزب أبوابه لرجال السلطان، وأن يكتب رئيس الحزب تقريرا يوميا عن الحزب لمخابرات السلطان، وأن يطلب الإذن عند إقامة الاحتفالات، وإحياء المناسبات، وألا يشوه صورة الوطن، بإثارة الفتن، أو بالمس بصورة السلطان، بأي شكل من الأشكال !
أما المشورة الثانية التي قدمها المستشار للسلطان، فكانت ضرورة تأسيس فرق رياضية، في كل الألعاب، لإشغال الشعب بالمنافسات بين الفرق، فيخفُّ الضغط على السلطان وحاشيته، وينتقل حقدُ الشعب وغضبُه من بلاط السلطان، إلى الملاعب والساحات، بشرط أن تظل ملكية الفرق في يد أولاد وأحفاد السلطان،
وهمس المستشار للسلطان :
يجب أن تتحول الرياضات إلى صراعات، فالرياضة الصحيحة أكثر خطرا على السلطان من أعداء السلطان، لأنها تنعش الأبدان، وتطلق العنان للسان !
فالفرق الرياضية، إذا لم يحكمها السلطان وقوانينه، تتحول إلى غول في وجه السلطان، وتتحول من رياضة، إلى زلزال يهدد قصور السلطان، فأصدر السلطان الأمر السامي التالي:
أمرنا بما هو آت:
تأسيس وزارة للرياضة، يديرها أخو السلطان، تختصُّ بتأسيس النوادي الرياضية، في كل الألعاب، بشرط أن يكون الابن الأوسط للسلطان رئيسا لنادي الأمة، والأصغر رئيس مجلس إدارة نادي الوطن، أما ابن الزوجة الرابعة يُعين رئيسا لمجلس إدارة نادي الشباب، أما المولود الحفيد، فهو مسؤول عن كل الألعاب الأولمبية، المحلية والوطنية والدولية، وعلى وزير الأراضي والإسكان منح المذكورين قسائم الأراضي اللازمة لإقامة هذه النوادي .
ومن الملحقات السرية لهذا القرار، وقد أضافها المستشار، قبل توزيع القرار :
تكون عضوية الأندية بناء على تنسيب من رئيس مخابرات البلاط،ويكون تدريب الفريق على أيدي الخبراء، في بلاد النبلاء، فيما وراء البحار، ويكون مدربو الفرق كذلك من الخارج، وليس من أبناء الوطن، حتى تتحول السلطنة إلى دولة جديرة بالتقدم والرقي ، وتنافس على الريادة العالمية في الألعاب الرياضية ، وحبذا لو اشترتْ النوادي اللاعبين من دول الأوزة البيضاء، مهما بلغتْ أثمان الشراء !
ومن ملحقات الأمر السامي أيضا :
تلتزم كل المحطات والقنوات الإعلامية، بالتركيز على الرياضيات، إذا لم تتوفر أخبار عن نشاطات السلطان وأتباعه وأفراد عائلته، وأن تقوم كل المحطات بإذاعة المباريات، بغض النظر عما يجري من أحداث حولنا، فالأنشطة الرياضية أهم من كل الأحداث، لأنها تساهم في صحة الشعب النفسية، وتزيل من النفوس الأحقاد! بشرط أن تكون صورة السلطان في كل الملاعب والساحات، وأن يحضر كل المباريات مندوبون عن جناب السلطان!

مشاركة مميزة