kolonagaza7
قال الشيخ نواف البشير، شيخ مشايخ قبيلة البكارة التي يتجاوز عدد المنتمين إليها في سوريا مليونا و200 ألف نسمة، إن «الأمن السياسي في سوريا أجبره على إجراء مقابلة مع القناة الفضائية السورية والمسدس موجه إلى رأسه وتحت التهديد والوعيد قبل الإفراج عنه بـ20 يوما». وقال في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» من إسطنبول، حيث يقيم، «خلال 72 يوما بالحبس في فروع إدارة الأمن السياسي في دمشق، منها 20 يوما في العزل الانفرادي، أخذوني عنوة من الانفرادي إلى مقر (الفضائية السورية)، وهناك سمحوا لي بإجراء مقابلة مع أحد أبنائي، حيث أكد لي أن الدبابات تحاصر منزلي في دير الزور، وأكد لي عقيد الأمن السياسي العام أن منزلي سيتحول إلى تراب، ما لم أتحدث في (الفضائية السورية) عن إنجازات السيد الرئيس بشار الأسد وأمجاده، وأجبروني بالحديث عن أهمية إعطاء فرصة للإصلاح السياسي، بدلا من الانخراط في المظاهرات التي تلف المدن السورية»، متمنيا على الشعب السوري والمتظاهرين السلميين الحريصين على الوطن ووحدته ألا يسمعوا للقنوات التحريضية الفضائية، وأن يعطوا الفرصة للإصلاح السياسي بقيادة الأسد. وأضاف الشيخ البشير في لقائه مع «الفضائية السورية»: «ليعلم القاصي والداني أن سوريا عريقة وشامخة بقيادة الرئيس الأسد، وهي تعلم الإنسانية الحضارة والحوار». لكن تلك التصريحات لم تؤخذ على محمل الجد، حيث إنها جاءت بعد خروجه من السجن مباشرة، وهو ما يعني أنها جاءت تحت ضغط عنيف وتهديدات جدية من جانب النظام السوري. وبالنسبة لانضمامه إلى المجلس الوطني السوري المعارض في الخارج قال إنه وصل إسطنبول منذ خمسة أيام، وفي انتظار عودة رئيس المجلس برهان غليون من العاصمة باريس إلى إسطنبول، حيث يبحث معه ظروف المعارضة في الخارج، والمطلوب منه تقديمه من أجل توضيح ما يتعرض له السوريون من آلة القمع من الشبيحة وقوات النظام. وعن أطفاله قال إن لديه 6 شباب جميعهم منضمون إلى الثورة ومختفون وأربع بنات في المنزل، وهو يسعى اليوم لاستخراج جوازات سفر لهم. وكان المعارض البارز البشير وهو من دير الزور شرقي البلاد، اعتقل في 31 يوليو (تموز) الماضي، وهو عضو في الأمانة العامة لإعلان دمشق. والبشير هو عضو الأمانة العامة لما يسمى «إعلان دمشق» الذي تشكل في عام 2005 من أحزاب المعارضة السورية العلمانية، وطالب بإحداث «تغيير ديمقراطي وجذري» في سوريا. وفي عام 2005، وقعت أحزاب المعارضة السورية العلمانية وثيقة تأسيسية عنوانها «إعلان دمشق» طالبت بإحداث «تغيير ديمقراطي وجذري» في سوريا. وعن الحياة في دير الزور قال البشير «هناك معاناة وحياة صعبة مرة يمر بها الصغار والكبار، ونقص في المواد الغذائية، أي أنها حياة لا تطاق. الجميع يعاني منها، والكهرباء تقطع يوميا لمدة 12 ساعة على الأقل». وحول كيفية خروجه من سوريا إلى الحدود التركية، قال البشير «كانت مغامرة، ولكن الله عز وجل سلم، وقد خرجت ليلا إلى الحدود التركية، ومنها إلى إسطنبول». وعن توقعاته بالنسبة لحدوث انشقاقات أخرى سوريا إلى الخارج، قال «أتوقع أن يفر 70 في المائة من الشعب السوري، إلى الأراضي التركية أو دول الجوار، إذا ما تم إنشاء منطقة عازلة، أي بعد تحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي». وأشار إلى أن «هناك الكثير من ضباط الجيش وضباط الصف التحقوا بصوف الجيش الحر». وقال إنه قبل أن يخرج من الأراضي السورية ليلا، كان على الاتصال بعدد كبير من أعضاء مجلس الشعب الذين يعرفهم، وجميعهم ممنوعون من السفر، وجوازات سفرهم مسحوبة منهم، خوفا من انشقاقهم وخروجهم على النظام السوري، ولكن أغلبهم يود الهرب من جحيم نظام بشار الأسد، وهم خائفون أيضا على مستقبل عوائلهم في الداخل، وهناك اليوم الكثير من مديري الدوائر الحكومية جاهزون للانشقاق وهم أيضا يتحينون الفرصة لذلك، وإذا تيسر للسوريين مناطق حظر جوي آمنة وعازلة سيفر الكثير من أبناء الشعب إليها». وجاء خبر الإفراج عن البشير بعد أيام على شيوع أنباء عن وفاته تحت التعذيب في السجن، وغداة مقتل المعارض الكردي تمو، وما أثاره من موجة احتجاجات وغضب عمت الكثير من المدن السورية، وفي صفوف الناشطين، لا سيما الأكراد منهم. وكان للبشير الذي اعتقل في 31 يوليو الماضي، مواقف داعمة للمتظاهرين منذ بداية الانتفاضة في سوريا، وقد ظهر في الكثير من مقاطع الفيديو وهو يخطب في جموع المتظاهرين، فضلا عن إطلالات عدة عبر شاشات الفضائيات العربية.