kolonagaza7
تنمو على أرض الوطن غابة من المجالس، إنها موضة العصر، في كل زاوية وبين كل مجموعة تتشكل هيئات تسمى بالمجلس، جميعها وطنية، لا يهم إن كانت مقوماتها قومية أو حزبية، أو أنها تركز على مصالح ذاتية أو موضوعية، تخدم أجندات داخلية أو خارجية، فالكل وطني، يهدفون إلى بناء وطن ما؟ كانت في السابق موضة التحالفات والإئتلافات، وغيرها، ونوقشت طويلاً مطلب بناء المرجعيات، والآن نبتت مفاهيم المجالس، فبرزت كالفطور التي تنبت بعد الربيع الثوري. ماذا كانت تهدف الهيئات الحزبية السابقة وماذا تهدف هذه الهيئات الآن؟.
رغم الرياح العاتية والزوبعات المروعة أحياناً، المجتاحة أعماق الشرق، والتي تقلع طغاة، وتنتشل شعوب من براثن القهر والظلم، لا تتهادن الحركات السياسية الكلاسيكية والإنتهازية الكردية والعربية بالبحث عن القوى التي ستساندها على أبتلاع نتائج الثورات الشبابية، ولا تتوانى في تسخير كل الأجندات والمواقف الوطنية والدولية لبلوغ غاياتها والمخفية وراء غاية الشباب الثائر في أعماق الوطن.
كان يجب أن تنبثق بعد هذه الموجات المتتالية من التطورات السياسية والحراك الداخلي والدولي، تلاحم بين القوى الكردية المشتتة، لكن ما نتج عن هذا الخض السريع، عدة مجالس، تناقضاتها لا تختلف في ذاتها عن تناقضات الأحزاب ولا تتجاوز مفاهيم وصراعاتها السابقة وقياداتهم.
مجالس تتبنى قرارات تؤدي إلى أسقاط المناهج الحزبية حول المفاهيم الوطنية وترفع من جهة سوية المطالب القومية وتوصل ببعضها إلى السوية الفيدرالية، والتي كانت في ذاتها استحضار لقرارت المجلس الوطني الكردستاني – سوريا الذي أسس في الخارج عام 2006، ومن جهة أخرى تحيطها بسياج الإدارة الذاتية، وقد انجلت هذه القرارات المتنوعة بشكل واضح بعد أن عكست ميادين الصراع الحاضر القضية الكردية على بنية مفاهيم الثورة السورية وماهيتها، فظهرت طفرات نوعية لرغبات الشارع الكردي كانت مكتومة حتى البارحة، والتي جلبتها بقوة الشباب الثائر الكردي المشترك في المجالس، ودمجت هذه جميعاً في قرارارت بإسم قرارات المجالس، حيث الأحزاب المتبنية لهذه المجالس لا تعترف بها في ذاتها الخاصة وفي مناهجها وتتملص منها في الواقع العملي.
المعارضة العربية، رغم تشتتها، قطعت اشواطاً طويلة، وأجتازت حواجز، خلال الأشهر العشر الأخيرة، في الوقت الذي كانت على الحركة الكردية أن تكون في المقدمة، بناءً على حراكها الماضي بالنسبة للكتل التي كانت تتشكل منها المعارضة السورية عامة، لكن الأحزاب الكردية تلكأت ولا تزال تتلكأ من جراء صراعات جانبية منطلقها الذات الشخصية المترسخة من ماض مؤلم ومأساوي، ولا ننسى العديد من العوامل الموضوعية والذاتية، التي لا يستطيع الكردي حتى اللحظة تجاوزها كشخص أو كتنظيم، رغم كل ما يدور من العراك السياسي.
القضية ليست في المجالس، بل في المفاهيم والطروحات وخريطة الطريق المفروضة كتابتها ورسمها وتبيانها للقادم من الزمن، والتي يجب أن تطرحها هذه المجالس بشفافية وعن قدرة كما يظهرونه. الصعوبة لا تزال تواجه الحراك الكردي بمجمله في عملية التجمع والبناء، بل وفي البحث عن الطرق الصحيحة التي ستؤدي بالشعب إلى بر يحلم به كل كردي، الأخطاء عديدة، ولا أحد يعترف بها، وأولها التشتت الذي يبنى الآن على أسس نوعية جديدة وتحت مسميات مغايرة، وكأنهم يجارون العصر، خمس مجالس كردية، وأربع مجالس للمعارضة السورية، وبالأسماء وحسب الأعمار:
المجلس الوطني الكردستاني – سوريا وهو الأقدم عام 2006
المجلس الوطني الكردي في سورية... في الداخل.
المجلس الوطني الكردي في سورية ... في الخارج ... والمزمع تشكيله في الشهر الأول من العام القادم في هولير، هذا فيما إذا عقد المؤتمر، وكأن الوقت يكاد أن يتجاوزه.
مجلس التآلف الوطني الكردي في سوريا، سيتشكل قريباً.
مجلس اللجان الشعبية الكردية.
ثم
على الساحة السورية....
المجلس الوطني السوري
هيئة التنسيق ... في الداخل السوري مجلس تحت أسم هيئة
المجلس الديمقراطي الوطني السوري .
المجلس الديمقراطي السوري.
وغيرهم.
لا أستبعد ظهور مجالس وتشكيلات أخرى في القادم من الزمن. المصالح متنوعة والأجندات عديدة، وهناك على الساحة قوى متنوعة، بدءً من السلطة السورية إلى الدولة الطورانية، والتحالف الشيعي الحاضر مع أئمتهم في كل آن، والقوى الدولية المتمثلة بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ولا ننسى الدول العربية مع جامعتها حاملة راية التيار الإسلامي السياسي المتحير ما بين الليبرالي والسلفي، وعلى الساحة الكردية التي لا تقل عن الساحة السورية، والمعروفة على أن الحركة الكردية في الجزء الغربي، يعد الأخ الأصغر للأطراف الأخرى، إضافة إلى ما سبق، حضور الأعمام والأباء من الأطراف الأخرى، وتلقي الداخل الكردي السوري للإملاءات.
ظهور هذه المجالس المتنوعة المشارب أعادتني إلى ماض كنت قد حذفته من الذاكرة وضاع معه نقاش ودراسة جرت في نهاية عام 2008 لمستقبل الحركات السياسية الكردية، وكنا في تحليل لوجود وسوية الخدمات التي تقدمها " المجلس الوطني الكردستاني – سوريا " للقضية الكردية في الخارج وما مدى إنعكاسها على الداخل، وفيما إذا كان هذا المجلس يستطيع التحدث باسم الكرد في القسم الغربي في الخارج أو على الأقل في أروقة السياسة الأمريكية؟ لكن المناقش الآخر طرح فجأة رؤية كانت غريبة حينها، وهي بأن الساحة الكردية في سوريا ستشهد تشكيل عدة مجالس تتبع عدة أجندات وأطراف مختلفة، ستكون متنوعة المشارب، والآن أقبض على ذاك المستقبل حاضراً وأنظر إلى ما يجري بآسى للتشتت العصري هذا.
قبالة البحث في بناء هذه المجالس، نادراً ما تكون القضية القومية في الوعي الداخلي حاضر الوجود، فالأغلبية من الشريحة السياسية تنجرف إلى المصالح الحزبية قبل القومية، البعض عن قناعة، فهم يجدون بأن حل القضية القومية تمر من خلال البناء الحزبي، ولا ينظرون إلى أحزابهم على إنها الأداة التي يجب أن تستعمل لبناء الوطن، بل يقدمونها على إنها الغاية المسبقة، والتالية هي الوطن، لذا فالتنازل للآخر الحزبي تعد نقيصة، علماً بأنه لا نقاش على أن الإقصاء بكل جوانبه تفعيل في تشتيت البيت الكردي ومن ثم ضياع للقضية.
الصراع بين هذه المجالس تنسي الحزبي قبل الإنسان العادي الصراع الحقيقي، خاصة وهم يتناوبون على سوية تبني القرارات: إسقاط النظام أم إسقاط جزء من النظام، أم إسقاط القوى اللأمنية، إقامة نظام فيدرالي مابعد سقوط النظام، أم إدارة لا مركزية سياسية مدنية، أم إدارة ذاتية، وغيرها من الطروحات، والأغلبية في المعارضة السورية العربية والكردية، الأحزاب الكلاسيكية، يأكلون من الوجبة النضالية لشباب الثورة الذين يواجهون السلطة السورية الفاشية بعزيمة، الشباب الذين لا يقبلون تأويلاً لمتطلباتهم، والمتمثلة بكلمتي " إسقاط النظام " لكن التمعن والبحث في حراكهم يؤدي إلى سوداوية بالمستقبل القادم، بعكس ما يبينه الشارع الثائر ابداً والتي توضح حقيقة دمار وتبيان نهاية السلطة الأسدية، والتي لا تحتاج إلى كل هذه المجالس، ربما لا أكثر من هيئة نزيهة صادقة مع الشارع ومع القضية.
الحراك الكردي يتنقل من الشارع إلى الإحتكاك بأطراف المعارضة، بين الإشتراك في القرارات والتفرد بقرارهم الخاص، التشتت واضح معالمه، وخريطة الطريق غائبة حتى اللحظة بالنسبة للوضعين القومي والوطني، هناك من يقول بأن التحضير للقادم أكتمل، والمجلس الوطني الكردي يضع نفسه على الساحة السورية كطرف ثالث مقابل المجلس الوطني السوري ومن فيه من الكرد، وهيئة التنسيق ومن فيها من الأحزاب الكردية، فهل أكتمل شروطه ككتلة تستطيع أن تمثل الشارع الكردي بأغلبية راجحة، خاصة من جهة رواد الثورة، الكتل الشبابية الثورية في الشارع الكردي؟ وعليه فالأسئلة تطرح نفسها على الذين يدعون تمثيل الشارع الكردي! أليست هذه المجالس والكتل الكردية الموزعة بكيفية حزبية أو فردية بين اقسام المعارضة السورية تبين عن ضعف واضح المعالم في الساحتين الوطنية والقومية الكردية؟ مَنْ من هؤلاء يدعي القوة والشرعية؟ والذي يدعي ذلك هل لديه تجهيزات لإدارة كردية قادمة؟ هل أقيمت هذه المجالس على ركائز مؤسساتية؟ وهل درست مفاهيم البناء والإدارة المؤسساتية في هذه المجالس؟ أم إنها هيئات لأعطاء القرارات، وإدارة الشارع السياسي، مع مجابهة غير مباشرة لرواد الثورة الشبابية. أي كانت نوعية المجالس فإنها ستبقى ناقصة ما دامت إقصائية وإنفرادية في البناء والتعامل، وتحافظ بطريقة أو أخرى على حالة التشتت في الشارع الكردي، وبعيدة عن شعارات الشباب أصحاب الثورة، شعارات تجمعات شبابية كانت حتى البارحة عفوية، والذين سيملكون المستقبل رغم وجودهم الآن في رقعة ضيقة بالنسبة للشعب، لكنهم رواد الثورة، وأصحاب المستقبل المشرق القادم.
رغم الرياح العاتية والزوبعات المروعة أحياناً، المجتاحة أعماق الشرق، والتي تقلع طغاة، وتنتشل شعوب من براثن القهر والظلم، لا تتهادن الحركات السياسية الكلاسيكية والإنتهازية الكردية والعربية بالبحث عن القوى التي ستساندها على أبتلاع نتائج الثورات الشبابية، ولا تتوانى في تسخير كل الأجندات والمواقف الوطنية والدولية لبلوغ غاياتها والمخفية وراء غاية الشباب الثائر في أعماق الوطن.
كان يجب أن تنبثق بعد هذه الموجات المتتالية من التطورات السياسية والحراك الداخلي والدولي، تلاحم بين القوى الكردية المشتتة، لكن ما نتج عن هذا الخض السريع، عدة مجالس، تناقضاتها لا تختلف في ذاتها عن تناقضات الأحزاب ولا تتجاوز مفاهيم وصراعاتها السابقة وقياداتهم.
مجالس تتبنى قرارات تؤدي إلى أسقاط المناهج الحزبية حول المفاهيم الوطنية وترفع من جهة سوية المطالب القومية وتوصل ببعضها إلى السوية الفيدرالية، والتي كانت في ذاتها استحضار لقرارت المجلس الوطني الكردستاني – سوريا الذي أسس في الخارج عام 2006، ومن جهة أخرى تحيطها بسياج الإدارة الذاتية، وقد انجلت هذه القرارات المتنوعة بشكل واضح بعد أن عكست ميادين الصراع الحاضر القضية الكردية على بنية مفاهيم الثورة السورية وماهيتها، فظهرت طفرات نوعية لرغبات الشارع الكردي كانت مكتومة حتى البارحة، والتي جلبتها بقوة الشباب الثائر الكردي المشترك في المجالس، ودمجت هذه جميعاً في قرارارت بإسم قرارات المجالس، حيث الأحزاب المتبنية لهذه المجالس لا تعترف بها في ذاتها الخاصة وفي مناهجها وتتملص منها في الواقع العملي.
المعارضة العربية، رغم تشتتها، قطعت اشواطاً طويلة، وأجتازت حواجز، خلال الأشهر العشر الأخيرة، في الوقت الذي كانت على الحركة الكردية أن تكون في المقدمة، بناءً على حراكها الماضي بالنسبة للكتل التي كانت تتشكل منها المعارضة السورية عامة، لكن الأحزاب الكردية تلكأت ولا تزال تتلكأ من جراء صراعات جانبية منطلقها الذات الشخصية المترسخة من ماض مؤلم ومأساوي، ولا ننسى العديد من العوامل الموضوعية والذاتية، التي لا يستطيع الكردي حتى اللحظة تجاوزها كشخص أو كتنظيم، رغم كل ما يدور من العراك السياسي.
القضية ليست في المجالس، بل في المفاهيم والطروحات وخريطة الطريق المفروضة كتابتها ورسمها وتبيانها للقادم من الزمن، والتي يجب أن تطرحها هذه المجالس بشفافية وعن قدرة كما يظهرونه. الصعوبة لا تزال تواجه الحراك الكردي بمجمله في عملية التجمع والبناء، بل وفي البحث عن الطرق الصحيحة التي ستؤدي بالشعب إلى بر يحلم به كل كردي، الأخطاء عديدة، ولا أحد يعترف بها، وأولها التشتت الذي يبنى الآن على أسس نوعية جديدة وتحت مسميات مغايرة، وكأنهم يجارون العصر، خمس مجالس كردية، وأربع مجالس للمعارضة السورية، وبالأسماء وحسب الأعمار:
المجلس الوطني الكردستاني – سوريا وهو الأقدم عام 2006
المجلس الوطني الكردي في سورية... في الداخل.
المجلس الوطني الكردي في سورية ... في الخارج ... والمزمع تشكيله في الشهر الأول من العام القادم في هولير، هذا فيما إذا عقد المؤتمر، وكأن الوقت يكاد أن يتجاوزه.
مجلس التآلف الوطني الكردي في سوريا، سيتشكل قريباً.
مجلس اللجان الشعبية الكردية.
ثم
على الساحة السورية....
المجلس الوطني السوري
هيئة التنسيق ... في الداخل السوري مجلس تحت أسم هيئة
المجلس الديمقراطي الوطني السوري .
المجلس الديمقراطي السوري.
وغيرهم.
لا أستبعد ظهور مجالس وتشكيلات أخرى في القادم من الزمن. المصالح متنوعة والأجندات عديدة، وهناك على الساحة قوى متنوعة، بدءً من السلطة السورية إلى الدولة الطورانية، والتحالف الشيعي الحاضر مع أئمتهم في كل آن، والقوى الدولية المتمثلة بفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ولا ننسى الدول العربية مع جامعتها حاملة راية التيار الإسلامي السياسي المتحير ما بين الليبرالي والسلفي، وعلى الساحة الكردية التي لا تقل عن الساحة السورية، والمعروفة على أن الحركة الكردية في الجزء الغربي، يعد الأخ الأصغر للأطراف الأخرى، إضافة إلى ما سبق، حضور الأعمام والأباء من الأطراف الأخرى، وتلقي الداخل الكردي السوري للإملاءات.
ظهور هذه المجالس المتنوعة المشارب أعادتني إلى ماض كنت قد حذفته من الذاكرة وضاع معه نقاش ودراسة جرت في نهاية عام 2008 لمستقبل الحركات السياسية الكردية، وكنا في تحليل لوجود وسوية الخدمات التي تقدمها " المجلس الوطني الكردستاني – سوريا " للقضية الكردية في الخارج وما مدى إنعكاسها على الداخل، وفيما إذا كان هذا المجلس يستطيع التحدث باسم الكرد في القسم الغربي في الخارج أو على الأقل في أروقة السياسة الأمريكية؟ لكن المناقش الآخر طرح فجأة رؤية كانت غريبة حينها، وهي بأن الساحة الكردية في سوريا ستشهد تشكيل عدة مجالس تتبع عدة أجندات وأطراف مختلفة، ستكون متنوعة المشارب، والآن أقبض على ذاك المستقبل حاضراً وأنظر إلى ما يجري بآسى للتشتت العصري هذا.
قبالة البحث في بناء هذه المجالس، نادراً ما تكون القضية القومية في الوعي الداخلي حاضر الوجود، فالأغلبية من الشريحة السياسية تنجرف إلى المصالح الحزبية قبل القومية، البعض عن قناعة، فهم يجدون بأن حل القضية القومية تمر من خلال البناء الحزبي، ولا ينظرون إلى أحزابهم على إنها الأداة التي يجب أن تستعمل لبناء الوطن، بل يقدمونها على إنها الغاية المسبقة، والتالية هي الوطن، لذا فالتنازل للآخر الحزبي تعد نقيصة، علماً بأنه لا نقاش على أن الإقصاء بكل جوانبه تفعيل في تشتيت البيت الكردي ومن ثم ضياع للقضية.
الصراع بين هذه المجالس تنسي الحزبي قبل الإنسان العادي الصراع الحقيقي، خاصة وهم يتناوبون على سوية تبني القرارات: إسقاط النظام أم إسقاط جزء من النظام، أم إسقاط القوى اللأمنية، إقامة نظام فيدرالي مابعد سقوط النظام، أم إدارة لا مركزية سياسية مدنية، أم إدارة ذاتية، وغيرها من الطروحات، والأغلبية في المعارضة السورية العربية والكردية، الأحزاب الكلاسيكية، يأكلون من الوجبة النضالية لشباب الثورة الذين يواجهون السلطة السورية الفاشية بعزيمة، الشباب الذين لا يقبلون تأويلاً لمتطلباتهم، والمتمثلة بكلمتي " إسقاط النظام " لكن التمعن والبحث في حراكهم يؤدي إلى سوداوية بالمستقبل القادم، بعكس ما يبينه الشارع الثائر ابداً والتي توضح حقيقة دمار وتبيان نهاية السلطة الأسدية، والتي لا تحتاج إلى كل هذه المجالس، ربما لا أكثر من هيئة نزيهة صادقة مع الشارع ومع القضية.
الحراك الكردي يتنقل من الشارع إلى الإحتكاك بأطراف المعارضة، بين الإشتراك في القرارات والتفرد بقرارهم الخاص، التشتت واضح معالمه، وخريطة الطريق غائبة حتى اللحظة بالنسبة للوضعين القومي والوطني، هناك من يقول بأن التحضير للقادم أكتمل، والمجلس الوطني الكردي يضع نفسه على الساحة السورية كطرف ثالث مقابل المجلس الوطني السوري ومن فيه من الكرد، وهيئة التنسيق ومن فيها من الأحزاب الكردية، فهل أكتمل شروطه ككتلة تستطيع أن تمثل الشارع الكردي بأغلبية راجحة، خاصة من جهة رواد الثورة، الكتل الشبابية الثورية في الشارع الكردي؟ وعليه فالأسئلة تطرح نفسها على الذين يدعون تمثيل الشارع الكردي! أليست هذه المجالس والكتل الكردية الموزعة بكيفية حزبية أو فردية بين اقسام المعارضة السورية تبين عن ضعف واضح المعالم في الساحتين الوطنية والقومية الكردية؟ مَنْ من هؤلاء يدعي القوة والشرعية؟ والذي يدعي ذلك هل لديه تجهيزات لإدارة كردية قادمة؟ هل أقيمت هذه المجالس على ركائز مؤسساتية؟ وهل درست مفاهيم البناء والإدارة المؤسساتية في هذه المجالس؟ أم إنها هيئات لأعطاء القرارات، وإدارة الشارع السياسي، مع مجابهة غير مباشرة لرواد الثورة الشبابية. أي كانت نوعية المجالس فإنها ستبقى ناقصة ما دامت إقصائية وإنفرادية في البناء والتعامل، وتحافظ بطريقة أو أخرى على حالة التشتت في الشارع الكردي، وبعيدة عن شعارات الشباب أصحاب الثورة، شعارات تجمعات شبابية كانت حتى البارحة عفوية، والذين سيملكون المستقبل رغم وجودهم الآن في رقعة ضيقة بالنسبة للشعب، لكنهم رواد الثورة، وأصحاب المستقبل المشرق القادم.