الأحد، 8 يناير 2012

المجلس الوطني السوري بين صديق معاتب وعدو شامت*



kolonagaza7
الخطوة

ربحان رمضـان

لم يأل النظام جهدا في كسر العمود الفقري للورة السلمية القائمة في سورية منذ عشرة أشهر .. وأقول عشرة أشهر لأنها بالفعل بدأت مظاهرات صغيرة في سوق الحميدية وسوق الحريقة ،
امرأة سميت باسم يشبه أسماء الرجال "ولعتها " ، في باب توما وفي شارع العابد والبرلمان وصولا إلى مقهى الروضة حيث قمعت هناك ..
ثم سطرت أيادي أطفال درعا جمل تدعو النظام ثم سطرت أيادي أطفال درعا جمل تدعو النظام إلى التنحي ، فجنح جحش النظام "عاطف نجيب " إلى القمع ، وإلى إهانة وجهاء عشائر حوران ، فاندلعت الثورة السلمية ولا تزال ، رغم مواجهتها بالعنف ، والقتل العمد باستعمال "زلم" السلطة من العسكر وجهزة المخابرات السيئة الصيت .
إزاء ذلك كله تداعت القوى الوطنية في سوريا إلى عقد الاجتماعات والمؤتمرات للبحث عن حل يجنب الناس شر القتل والجريمة الممنهجة من جانب نظام القمع الذي يرأسه وعلى رأي الأستاذ جريس الهامس غلام يخرج إلى وسائل إعلامه بين الفينة والفينة ليعلن أنه غير مسؤول .. مطالبين إياه بوقف سفك الدماء أولا ، وإعادة قوات الجيش إلى مواقعها ، وفي النهاية إسقاط النظام ومحاكمة بشار الأسد في لاهاي .
مؤتمر تونس كان آخرها ، وكان أكثرها ايجابية وفاعلية سواء على الصعيد الوطني السوري أم على الصعيد الكردي والذي تشرفت بحضوره كعضو في هيئته العامة ، وجزء من مكونه الكردي الذي أطلق عليه اسم " الكتلة الكردية " في المجلس الوطني السوري و التي ساهمت في الحوار وصنع القرار .
قد شارك في المجلس غالبية التيارات السياسية وخصوصا لجان التنسيق الشبابية التي تشرف على الحراك الشعبي في الداخل ، ومجموعات ليبرالية وعلمانية ، وردايكالية وقوى كردية وآشورية ، منها مجموعة الميثاق الوطني الكردي الذي تحول اسمها فيما بعد إلى اتحاد القوى الديمقراطية الكردية بعد انضمام تنسيقيات ومجموعات كردية إليه ..
أقرّ المؤتمر بمبدأ التعددية ، وتداول السلطة ، في ظل وطن ديمقراطـي مدني يحترم الموطن ، وحقوقه ، وكرامته .
وخرج ببيان تبنى فيه «الجيش السوري الحر» واعترف بـ «دوره المشرف في حماية الثورة» و طالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة القيام بذلك من خلال مناطق آمنة وأخرى عازلة .
كما حسم المجلس وفق بيانه مسألة تبنيه لقضية الشعبين الكردي والآشوري. واعتبار قضيتهما جزءاً من القضية الوطنية العامة، فورد نص صريح في بيانه الختامي يقول ب : " .. إقرار المجلس بالحقوق القومية للشعب الكردي ، وحل القضية الكردية حلا ديموقراطيا عادلا ً ، وإلغاء جميع القوانين والمراسيم الجائرة الصادرة بخصوص الشعب الكردي ." .
ولم يستثني بقية القوميات المتعايشة في سوريا حيث أقرّ أيضا بالحقوق القومية للشعب الآشوري ، وبقية المكونات الأثنية والمذهبية ، والحكم اللامركزي
لقد كان للكتل المشاركة في المؤتمر نصيب في النقاشات وفي اللقاءات جانبية أغنت المؤتمر بأفكار جديدة مرنة ، حيث كان لنا لقاء ككتلة كردية مع المنظمة الديمقراطية الآشورية بحضور عبد الأحد سطيفو ، وجورج سطيفو وسعيد لحدو وجورج كورية ، ولقاءات أخرى مع الائتلاف العلماني السوري بحضور الأستاذ فراس قصاص ، والآنسة سندس سليمان والأستاذ احمد الجبوري والآنسة رندا قسيس والأستاذ جان عنتر ..
لكن وللأسف صدرت أصوات ضد المجلس الوطني السوري جاءت من أطراف مختلفة ، سيما في تونس البلد المضيف حيث ندد حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي بالسماح للمعارضة السورية بعقد مؤتمرها في تونس ، متوجها إلى الرئيس مدينا إياه حضوره المؤتمر الصحافي الذي رحب فيه بالمعارضة السورية ومجلسها الوطني .
داعيا ً المجلس الوطني التأسيسي التونسي إلى "رفض ما أتته السلطة التنفيذية في تونس باستقبال ("المجلس الوطنيالسوري " المتآمر على أمن سوريا ودورها المتصل بالثوابت القومية والداعم للمقاومة اللبنانية والفلسطينية لمصلحة دولة العصابات الصهيونية وأمريكا".) .
وأيضا علت بعض أصوات سورية أتت من أطراف وجهات مختلفة هاجمت المجلس لأسباب لم تستطع هذه الأطراف توضيحها ، ولم تستطع تحقيق برنامج أفضل من البرنامج السياسي المقر من جانب المجلس الوطني السوري .
إزاء ذلك أرى أن هناك خطوات كبيرة يجب على المجلس الوطني السوري أن يجتازها بالتعاون مع كل القوى الداعية إلى اسقاط النظام ، كي يثبت قدرته على التعاطي بجدارة مع كل المواقف المتخذة اتجاهه ، وعلى قدرته في تنفيذ مقررات برنامجه السياسي ، الحكم الفصل في أية محاكمة عقلانية له ولأعضاءه من القوى السياسية والأفراد المستقلون .

مشاركة مميزة