kolonagaza7
النائب فتحي قرعاوي
في حديث له قال اللواء توفيق الطيراوي ( انه لا يمكن للتيار الاسلامي ان يسيطر علينا كما حدث في الوطن العربي )والواقع ان هذه ليست اول مرة يهاجم السيد الطيراوي التيار الاسلامي وفي اكثر من مناسبة حذر من صعود التيار الاسلامي ودعا حركة فتح لمواجهة هذا التيار .وكم كنا نتمنى من اللواء الطيراوي ان يضع يده على الجرح وان يلمس الحقيقة والسر والسبب في صعود التيار الاسلامي ، فربما لا يرغب السيد الطيراوي وغيره التفسير الايماني لصعود التيار الوسطي الاسلامي باعتبار ذلك عند بعض من تحدثوا في هذا المجال امثال الاخ الطيراوي تفسيرا غيبيا او ضبابيا او ربما ( هرطقة ) ، لكن ادعو كل المرعوبين من صعود حركة التيار الاسلامي الى دراسة كل الحركات والاحزاب والتيارات غير الاسلامية من علمانية ويسارية وليبرالية والتي ملكت مقدرات الامة بعد سقوط دولة الخلافة الاسلامية كيف انها فشلت فشلا ذريعا في تحقيق اماني شعوب الامة ، بل كيف كانت سيفا مسلطاً وشاهداً على الحالة المزرية بل ومشاركا في الحالة المأساوية التي وصلت اليها هذه الشعوب والتي لا زالت في ظل تلك الاحزاب تئن من وطأة الفقر والجوع والمرض والقهر ، فأنت حين تعلم ان السجناء السياسيين في بعض الدول العربية يصل الى عشرات الالاف .وانت لا زلت ترى مئات الالاف من ساكني المقابر او ممن يبحثون عن قوتهم بين اكوام القمامة او متسولين في الشوارع او محرومون من التعليم ، بينما الطبقة المتحكمة تملك كل مقدرات الامة في الوقت الذي عاش فيه التيار الاسلامي بين هذه الجماهير وتحسسوا الامها ويوصل لها ما يستطيع من مساعدات حتى لو كانت قليلة رغم السجن والتضييق والاتهام بتبييض الاموال والمتاجرة بالدين .ان التيارات غير الاسلامية قد اخذت حقها كاملا ، واخذت نصيبها غير منقوص غبر سنوات طويلة ، كل ذلك امام تصفيق العلمانيين ومباركة الييبراليين ومشاركة اليساريين ، وقد فشلت هذه الانظمة ومن دعمها من تلك الاحزاب فشلا ذريعا اعاد الامة عشرات السنوات الى الوراء .لقد هجرت الطبقة المثقفة اوطانها وذهبت الى بلاد الغرب علها تجد شيئا من الكرامة التي اهدرت في المقرات الامنية في عالمنا العربي .لقد رأينا رأس المال الحر في عالمنا العربي يفر الى عالم آخر يعتقد انه اكثر رحابة ولعل المليارات التي تستثمر في المستوطنات وعبر رأسماليين معروفة ميولهم واتجاهاتهم اشارة على هذا الواقع المرير ، ثم بعد ذلك ليس من فراغ عندما تعطى الحرية الكاملة للمواطن العربي ان يختار التيار الاسلامي .ان التيار الاسلامي لم يأت على ظهر دبابة ولا من خلال انقلاب ولا عن طريقة المؤامرة مع الجهات الدولية والاقليمية ،انه لو قدر للوثائق السرية المخطوطة والموجودة في سراديب الظلام والتي بدأ بعضها يتسرب عن علاقة اشخاص وقيادات واحزاب وجماعات من غير التيار الاسلامي مع امريكا والاحتلال الصهيوني لأصيب المواطن العربي بالزكام وربما الصمم من هول ما يسمع ويرى .لقد قدر الله للتيار الاسلامي بعد عشرات السنوات من السجن والتعليق على المشانق والتصفيات والنفي والملاحقة والمنع من الوظيفة وقطع الارزاق والمراقبة وتسجيل الهمسات وتجفيف المنابع المالية وغيرها ان يعود الى الواجهة بكل الثقة والاصرار والعزم حتى لو غضبت امريكا واسرائيل وحتى لو حزن العلمانيون والليبراليون واليساريون لانها اولا قبل كل شيء سنة الله وقانونه الذي لا يرضى ان يبقى هذا الكون غير متوازن ، فظهور التيار الاسلامي هو تدخل رباني لاعادة التوازن لهذا الكون وعلى اساس سليم صحيح .لقد آن الاوان ان يبزغ النور ويذهب الظلام وان يأتي الحق ويزهق الباطل وان يعود العدل الذي قامت عليه السماوات والارض وان يذهب الظلم الى غير رجعة . انه من حق الطاقات الهائلة علمية كانت اومالية او غير ذلك من ابناء الاتجاه الاسلامي وهي كثيرة ومهمشة وملاحقة ان تفيد مجتمعها وات تدفع به نحو الافضل والاحسن .لقد آن الاوان ان يكون فيما حصل للمتنفذين في عالمنا العربي عبرة وآية ، فزين العابدين مطارد مطلوب للعدالة خرج من بلده مذؤوما مدحورا وحسني مبارك وحاشيته واعوانه في قفص الاتهام والقذافي اهانه الله اهانة ما بعدها اهانه ومن بعدهم لن يعمروا طويلا امام صحوة الشعوب واصرارها على انتزاع حقها .انني ادعوا المرعوبين من تقدم التيار الاسلامي والذي لن تقف امامه حدود ولا حواجز ان يتصالحوا مع انفسهم ثم مع شعوبهم وان لا يقفوا حائلاً بين هؤلاء الشعوب وبين ما يرغبون ويطمحون الى تحقيقه لان فيه الخير للجميع وقبل فوات الاوان .. ولات حين مندم .. فالتيار الاسلامي صدره رحب واسع متسامح يحب الخير للجميع حتى الى اولئك الذين اساؤوا اليه وآذوه ووقفوا في طريقه وعملوا على استئصاله .