الاثنين، 8 أكتوبر 2012

الأدوار المعكوسة في تركيا

kolonagaza7
عماد عبدالله عياصرة
ظهرت أخيراً بوادر استقطاب تركي كبيرة لما يجري في سوريا، وهذا يعيدنا الى نحو عقد من الزمن تحديداً في حرب العراق، عندما قام حزب "العدالة والتنمية" – الفائز في الانتخابات آنذاك – بدعم واشنطن في الحرب على العراق في حين كانت المفارقة الكبرى ان الجيش التركي والعلمانيين عارضوا تلك الحرب. وقد اتضح لاحقاً ان حزب "العدالة والتنمية" كان يريد استرضاء الغرب ليحسم المعركة السياسية الداخلية مع الجيش التركي والعلمانيين لمصلحته. هذا ما يمكن ان اسميه "استقطاب الادوار المعكوسة" (وهو مصطلح جديد)؛ بمعنى ان حزب الشعب الجمهوري اليساري (حزب مصطفى كمال أتاتورك) والجيش وباقي العلمانيين في تركيا يفترض ان يدعموا سياسات الغرب كحلفاء فكريين تاريخيين، في حين ان حزب العدالة والتنمية اليميني ذا الميول الاسلامية يفترض ان يعارض السياسات الغربية.
هذا المشهد الاستقطابي يتكرر اليوم في ما يخص الأزمة السورية؛ ففيما يدعم حزب "العدالة والتنمية" المخطط الغربي حيال سوريا، نجد ان المعارضة تعارض بكل عنف السياسة التركية في ما يخص الأزمة السورية.
من المؤكد ان حزب "العدالة والتنمية" يواجه خصوماً اقل تأثيراً، خصوصاً بعد تهميش دور الجيش في تقرير السياسات، إلاّ انه من المؤكد ايضاً ان اليساريين والجيش ما زالوا يضغطون بكل قوة على عدم إنجرار تركيا الى حرب مع سوريا.
تبرز على المشهد السياسي التركي ايضاً جماعة صغيرة من داخل حزب العدالة والتنمية تدعم طهران، وهي تنطلق بدعوة عدم انجرار انقرة الى حرب ضد إيران وسوريا، حينها ستدفع تركيا الثمن غالياً.
على الجانب الآخر، يرى حزب الحركة القومية او ما يعرف بحزب العمل القومي ان سياسات الحزب الحاكم تجاه سوريا، قد تساهم في انهيار غير مرغوب فيه للنظام فيها، ما سيعزز نفوذ حزب العمال الكردستاني داخل سوريا ويساعده.

مشاركة مميزة