الاثنين، 8 أكتوبر 2012

رسالة بشأن طارق الهاشمي إلى الرئيس مرسي ورؤساء الربيع العربي

kolonagaza7
د. أيمن الهاشمي
هذه رسالة أخوية عراقية مفتوحة إلى الأخ الدكتور محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية, وإخوانه رؤساء ومسؤولي دول الربيع العربي, التي انتفضت في ثورات شعبية فأزاحت الطغاة الظالمين, وسجلت ربيعاً عربياً يحق للأمة العربية أن تفاخر به, لأنه لأول مرة في تاريخ الأمة العربية تسقط النظم الحاكمة المستبدة, من دون دبابة ولا إنقلاب عسكري ولا ضباط أحرار ولا بيان رقم واحد! بل سقطت بهتاف الشباب العربي المنتفض (الشعب يريد اسقاط النظام) وسقطت انظمة القمع والدكتاتورية واقيمت أنظمة ديمقراطية إنتخابية.
رسالتي تتعلق بأخ لكم يا سيادة الرئيس د محمد مرسي ويا زعماء دول الربيع العربي, أخ لكم تعرض لمظلمة وقهر ومكيدة, وانتم تعرفون معنى الظلم والقهر لأنكم عانيتم منه في زمن مضى, وهذا الأخ بحاجة إلى وقفتكم المعنوية معه, وانتم تعرفون أن المكيدة التي حيكت ضده بتوجيه وتحريض من إيران التي احتلت العراق وسيطرت على حكومته وعلى مختلف سلطاته, بما فيها السلطة القضائية, وهذا الأخ طارق الهاشمي وقف بصلابة معترضاً على التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن العراقي, ووقف ضد الظلم الذي أصاب إخوانكم أهل سنة العراق من اضطهاد وقهر وتشريد وتهجير واقصاء, فضلا عن حملات الاعتقال العشوائي اليومية, والتهم الباطلة التي بنتيجتها يُساق الأبرياء من أهل السنة ويُعدمون بأوامر من قضاء نوري المالكي وبأوامر إيرانية صريحة.
إن أبناء العراق يتطلعون إلى مواقف شجاعة من الدول العربية كافة والزعماء العرب الذين يُدركون خطر التغلغل الايراني في العراق ومؤامرات ايران على مختلف اقطار العروبة, وما يحصل في سورية الحبيبة ليس بخاف عنكم حيث الجزار بشار يقتل السوريين الابرياء لأنهم يطالبون بحقهم في الحرية, وهو يلقى الدعم والاسناد المادي والمالي والتسليحي والمعنوي من طغمة ملالي طهران واتباعهم ومواليهم في بغداد ومن خادمهم في جنوب لبنان, فالمؤامرة اتضحت ابعادها والتغلغل الايراني واضح وصريح ودور ايران في قمع ثورة الشعب السوري واضح ولا شك فيه, مثلما هو تدخلها السافر في شؤون اليمن ووقوفها لدعم التمرد الحوثي الطائفي, ونشر الفتنة في اليمن الحبيب.
      إن قضية المظلمة التي تعرَّض ويتعرض لها أخوكم طارق الهاشمي, وهو بمنصب نائب رئيس جمهورية, باستحقاق شعبي ودستوري, ومازال يشغل المنصب رسمياً ولم يتم عزله ولا اعفاؤه, وانما تم اخراج مسرحية هزلية كان المُوَجهُ فيها هو رئيس الوزراء نوري المالكي, والمنفذون لها هم رئيس ما يسمى بمجلس القضاء التابع لسطوة وسلطة الحكومة وايران, ومحققون من أراذل الناس ومن الجزارين المدعومين من المالكي الذي نفذوا التحقيق بأبشع أنواع التعذيب, مع حمايات السيد طارق الهاشمي, وانتزعوا منهم اعترافات تحت القهر والتعذيب (بحيث أن بعض الحراس المعتقلين توفوا اثناء التعذيب) وعرضوا الاعترافات بشكل مسرحي سخيف على شاشة التلفزيون الحكومي, ومن ثم استخدموا قضاة مسخرين وصدرت الاحكام باعدام السيد طارق الهاشمي, بتهم يعلم الله تعالى ويعلم من هم مُقربون من الهاشمي, أنه بريء منها وأنها قد لفقت ضده بقصد الابتزاز والتسقيط السياسي والانتقام منه لمواقفه المناوئة للتدخل الايراني الصفوي في العراق ولدفاعه المستميت عن شباب العراق الابرياء الذين يقاسون الأمرين من التعذيب الوحشي والاعتقالات التعسفية واحكام الاعدام الجائرة في زنازين حكومة نوري المالكي.
       فهل يجوز لكم يارؤساء العرب أن تسكتوا وتكتفوا بالتفرج, وعدم التدخل لمساندة قضية أخيكم طارق الهاشمي.. وانا متأكد أنكم جميعاً مُقتنعون ببراءة هذا الرجل من جميع التهم التي وجهت اليه, أما من يحاول تضليلكم بالقول أنها (قضية قضائية وليست سياسية) وأن حلها يكمن بمثول الهاشمي أمام قضاء نوري المالكي ومدحت المحمود, فاعلموا ان قيام الهاشمي بوضع نفسه تحت تصرف قضاء الحكومة معناه تصفيته وتعريضه للتعذيب لأن هؤلاء المجرمين لايردعهم قانون ولا ضمير فقد انتزعت الرحمة والعدل من قلوبهم, وتعلمون أن الاخ طارق كان قد طالب بان تنقل قضيته من قضاء مدحت المحمود ونوري المالكي الى قضاء شمال العراق في كردستان, وهو قضاء يطبق نفس القوانين الاتحادية المركزية مثل قوانين العقوبات والارهاب والاصول الجزائية وغيرها من القوانين, الا أن المالكي امر قضاءه بعدم قبول طلب الهاشمي لغاية شريرة في نفوسهم.
الأخ الدكتور محمد مرسي الأخوة رؤساء دول وحكومات اقطار الربيع العربي:
إنها أمانة في اعناقكم, سيحاسبكم عنها الله تعالى, ان تقفوا مع اخيكم المظلوم, وتنصروه, وتعلنوا تضامنكم معه, من خلال رفض تنفيذ امر التسليم الذي وزعته الانتربول بناء على طلب حكومة المالكي, وان تعلنوا عدم اعترافكم بالاحكام الجزافية التعسفية التي اصدرتها محكمة المالكي الايرانية بحق الهاشمي.
مطلوب منكم أن تطالبوا المنظمات الدولية (كالعفو الدولية وحقوق الانسان ومقر مناهضة التعذيب) بالتدخل السريع لوقف القمع والتعذيب الجاري في السجون العراقية واصدار التهم الجزافية الباطلة بحق اهل السنة.
وان أقل ما يمكن أن تفعلوه - سادتي الرؤساء - أن توجهوا الدعوات الرسمية الى طارق الهاشمي باعتباره نائبا لرئيس الجمهورية, ومازال في منصبه, لزيارة رسمية لبلدانكم لتثبتوا للعالم انكم مع الحق ضد الباطل, وانكم ترفضون الظلم والقرارات الجائرة, وترفضون انتزاع الاعترافات تحت التعذيب, وترفضون مايتعرض له اخوانكم العرب السنة في العراق من ظلم وقهر وحبس واعتقال وتهجير, ننتظر منكم ان توجهوا الدعوات الرسمية الى طارق الهاشمي بصفته نائب رئيس جمهورية العراق, وعند ذاك تمارسون ضغطاً على حكومة عملاء ايران في المنطقة الخضراء وتفضحون كيدهم, وتردون الصاع صاعين عليهم, وتناصرون أخاً لكم, واجب عليكم نصرته ومؤازرته واثبات براءته, طالبوا بإحالة ملفه الى قضاء دولي او لجنة قضائية دولية محايدة, طالبوا باطلاق سراح المعتقلين الابرياء من اهل السنة سواء من حمايات طارق الهاشمي أم غيرهم, ونحن ننتظر أول مبادرة شجاعة منكم بتوجيه الدعوة الرسمية لطارق الهاشمي لزيارة بلدانكم, وهذا أقل حق من الحقوق الأخوية عليكم لأن لهذه الدعوات معاني كبيرة, وتسجل لكم موقفا مشرفا, والله أسأل أن يوفقكم لما فيه الخير والعزة لأمتنا العربية.

مشاركة مميزة