kolonagaza7
الكاتب علاء الريماوي
حين كان شعار المعركة في الماضي " ما بعد حيفا " لم يكن
ذلك متصورا عند كثير من أصحاب العقول المهزومة التي ظلت تؤمن بعبثية المواجهة وعجز
المقاومة عن رد يتناسب وحجم الإجرام الذي تصنعه إسرائيل .
في الأمس كان لي حكاية لم أشاهدها من قبل ، صفارات إنذار
تخترق سماء مدينة رام الله ، أناس كثيرون يخرجون من مسجد حمزه
يراقبون مصدر الصوت المرتفع ، توجهت مع أسرتي قريبا من مستعمرة بيت
إيل ، القريبة جدا من المكان ، بيوت تقفل ، مستعمرون يفرون بشكل هستيري ، سيارات
تترك على ناصية الطريق ، وصمت غير مألوف يلتف المكان .
في المقابل عشرات من الشباب والنساء يخرجون من بيوتهم
يتابعون مشهدا لم يرونه في حياتهم " .
صاحب محطة وقود في المكان " توجه للحاضرين بسؤال : هل
وجودنا غير آمن في المنطقة ؟ هل يمكن أن تصلنا صواريخ حماس هنا في الضفة ؟ شاب في
المكان رد على السؤال قائلا : "صواريخ حماس عندها دين إبتعرف وان تضرب " ضحك الناس
وتسمروا في المكان يبحثون عن مشهد الصاروخ القادم .
الصاروخ لم يكن خرافة بل وصل الى القدس على بعد 3 كيلو عن
مدينة رام الله ، اليوم تستطيع مقاومة غزة الحديث بفخر أنها عبرت مساحات غير مألوفة
وصنعت معجزة في مواجهة لم يألفها العدو بعد .
هذا المشهد لم يكن فقط في مستعمرات الضفة بل تجاوزه الى
عمق مدينة القدس التي تحدث منها زملاء وصفوا حالة المستعمرين حين سمعت صفارات
الانذار بالهستيرية .
حديث الرعب لم يكون معزولا عن عناويين الصحف العبرية
ونشرات الاخبار التلفزيونية التي تحدثت عن دخول " خمسة مليون إسرائيلي تحت نار " ،
وفرار أكثر من مليون إسرائيلي من جنوب فلسطين ، وإلغاء الاف الحجوزات الفندقية في
مدينة القدس ، وإعتذا عن قصف تل ابيب ، وحسرة على قصف مدينة القدس ، وحيرة من إسقاط
طائرات أو مساس بها ، وتساؤل عن قدرة المقاومة في ضرب بوارج بحرية في عرض البحر ،
والاهم حديث رئيس الاركان عن تشكك من نتائج الحرب البرية بعد ا ن نجى قائد كبير في
الحكومة الاسرائيلية من صاروخ سقط بالقرب منه .
هذا التصعيد أجبر المجلس الوزاري المصغر أخذ قرارات مهمة
وجب الانتباه اليها وهي على النحو الآتي :
1.
تركيز عمليات الاغتيال والمس بشكل مباشر في القيادات
السياسية للحكومة الفلسطينية .
2.
ضرب مقرات السلطة في غزة جميعها وخاصة السيادية منها ،
ونسفها عن بكرة أبيها .
3.
حشد مركز للقوات البرية على حدود غزة ، مع بدء قصف مركز
على المناطق المحاذية للشريط الحدودي لإعادة إنتشار عسكري متوقع في المنطقة
.
4.
تسديد ضربات ماسه في البنية الاجتماعية من خلال قصف مناطق
سكنية واحداث تدمير كبير فيها .
5.
التقاط صورة لإنجاز عسكري من خلال تصفية معتبرة لقائد
عسكري من وزن الضيف حفظه الله .
هذا
الحديث ليس معزولا عن بعض التحركات التي يمكن أن تتجاوز في ذلك بحسب معطيات
المقاومة على الأرض وقدرتها على خلق ردع يليق بحب الإسرائيلي في الحياة
.
في
الختام : غزة صنعت أسطورة في يومها الخامس ، ونتنياهو اليوم بات يشعر بندم الورطة
بغزه ، هذا الشعور سيزيد وتيرة النار مع توقع في زيادة مدى العملية العسكرية وسعتها
.