الأربعاء، 31 أغسطس 2011

الليبراليون السعوديون، بين غموض النشأة والواقع المشوه

kolonagaza7

المختصر/ لا يخفى على أي عاقل ما يراد بهذه الأمة من سوء، وما يحاك لها من مكائد، فإن أمم الغرب عند ذكر العرب والمسلمين يتناسون ما بينهم من خلافات، ويجتمعون في وحدة عجيبة، حول هذه الأمة الجريحة ، تتناوب عليها واحده تلو الأخرى، مرة بالغزو العسكري، وأخرى بالغزو الفكري، وتتعدد الوسائل، ولكن الهم واحد، وهو سلخ المسلمين عن معتقدهم، وتغريبهم عن دينهم، وتضييع هويتهم.
بدأ هذا الأمر بالاستشراق إبان الثورة الفرنسية على مصر (1798م)، ثم بالبعثات العلمية في دول الغرب ، ومن بعدها أخذت المناهج والأفكار الغربية تترى على الأرضي العربية من ماركسية و رأسمالية إلى علمانية وليبرالية ...
وفي خلال الصفحات القادمة سنعرض لمذهب الليبرالية خاصة في الأراضي السعودية، سنعرض فيه لبدايات هذا المذهب، وأهم أدبياته التي يسعى إليها، ويروج لها، وأبرز شخصياته ...الخ ، وسأحاول قد الإمكان النقل عن المراجع الحديثة المرتبطة بالواقع السعودي، خاصة التقارير والمقالات الصحفية لأصحاب هذا الاتجاه.
أصل المصطلح :
الليبرالية -كما في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة-:مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميدانين الاقتصادي والسياسي، ففي الميدان السياسي وعلى النطاق الفردي: يؤكد هذا المذهب على القبول بأفكار الغير وأفعاله ولو كانت متعارضة مع المذهب بشرط المعاملة بالمثل.
وفي إطارها الفلسفي تعتمد الفلسفة النفعية والعقلانية لتحقيق أهدافها، وعلى النطاق الجماعي: هي النظام السياسي المبني على أساس فصل الدين عن الدولة، وعلى أساس التعددية الأيديولوجية، والتنظيمية الحزبية والنقابية، من خلال النظام البرلماني الديمقراطي بسلطاته الثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية للحفاظ عليها، وفي كفل حرية الأفراد بما في ذلك حرية المعتقد، إلا أن الليبراليين في الغالب يتصرفون ضد الحرية لارتباط الليبرالية بالاستعمار، وما يتضمن ذلك من استغلال واستعباد للشعوب المستعمرة.
والليبرالية الاقتصادية: تأخذ منبعها من المدرسة الطبيعية، التي تؤكد على أنه يوجد نظام طبيعي يتحقق بواسطة مبادرات الإنسان الاقتصادي، الذي ينمو بشكل طبيعي نحو تلبية أقصى احتياجاته بأقل ما يمكن من النفقات، على أن تحقيق الحرية الاقتصادية يحقق النظام الطبيعي، وفي ذلك تدعو الليبرالية الاقتصادية إلى عدم تدخل الدولة في النظام الاقتصادي إلى أدنى حد ممكن، ومن أشهر من نادى بالليبرالية آدم سميث ومالتوس وريكاردو وجون ستيورات مل(1).
علاقتها بالعلمانية :
والليبرالية والعلمانية وجهان لعملة واحدة ، مفادها التخلص من سلطة الدين، والدعوة إلى حرية المعتقد، ولولا الحياء لسمى الليبراليون أنفسهم علمانيين، وأراحوا واستراحوا، ولكنهم يخافون من نظرة المجتمع المسلم لهم، خاصة في بلد مثل السعودية المعروف بطابعه الإسلامي المحافظ، هذا بعكس بلدان أخرى عربية ممن تغولت فيها العلمانية مثل تونس.
و"تشكل العلمانية المدخل الجوهري للفكر الليبرالي كما يطرحها الخطاب الليبرالي في الخليج، ويمكن القول : إنها تشكل المرجعية المؤسسية لبقية القيم ، فالعلمانية لدي الخطاب الليبرالي تمثل كما يقول البغدادي "فكر وفلسفة حياة تمثل المدخل لحياة جديدة يكون فيها الدين ضمن مرجعيات متعددة ، وليس المرجعية الوحيدة، كما أنه يتنازل من علياء السماء إلى تواضع الأرض ويصبح مادة للبحث والتحليل ، للقبول والرد والرفض دون أي تأثير بعوارض الإيمان الذاتي "(2).
علاقتها بالاستعمار:
يقول الدكتور عبد الرحيم بن صمايل السلمي:" كان الاستعمار هو السبب المباشر لدخول الليبرالية للبلاد الإسلامية حيث قام بإلغاء الشريعة الإسلامية من الحكم، ونظّم الحكم بالطريقة الليبرالية المعتادة في أوروبا، فجعل الحكم نيابيا، وبني الدستور بما يوافق العقل، وفتح مجال الحريات الشخصية، ونمّى الطبقة الوسطى وفتح لها مجالات الاستثمار الحر دون تقييد, ولم يكن له ذلك لولا القابلية الذاتية، وضعف المقاومة، فالليبرالية العربية ليست إنتاجا داخليا بل هي فكر أجنبي فرضه الاستعمار، وتقبله البعض لوجود خلل فكري أو أخلاقي فيه، ولهذا لم يخرج الفكر الليبرالي العربي عن كونه فكرا مكررا، وتقليدا أعمى للحضارة الغربية"(3)
وهذا هو ما أشار إليه أيضا الدكتور عبد الله الغذامي -وهو كاتب وأكاديمي سعودي لا ينتمي لا إلى اللبراليين ولا الإسلاميين- في لقائه مع قناة العربية حيث انتقد مسار الليبرالية عالمياً "لارتباطها بالامبريالية بشكل لا يمكننا معه الفصل بينهما"(4).
بداية الظهور في المجتمع السعودي :
وأزعم أن أخر البلاد التي اخترقتها الليبرالية كانت المملكة العربية السعودية، فهذا الصوت النشاز لم يبرز في الساحة السعودية إلا في السنوات الأخيرة، جاءها بشكل مباشر عبر بعض البلدان العربية التي نما فيها هذا الفكر وكبر.
وعن نشأة المصطلح في المجتمع السعودي يقول الدكتور استيفان لاكروا :" إن مصطلح "ليبرالي" حديث نسبيا على اللغة الاجتماعية السعودية.
وبكل المقاييس، لم يستخدم ذلك المصطلح على نطاق واسع قبل التسعينات. ولكن لا يعني ذلك أنه لم يكن هناك نشاط حداثي في السعودية قبل تلك الفترة. ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية، عاد بعض الطلاب السعوديين الذين سافروا إلى مصر أو لبنان أو العراق من أجل الدراسة إلى المملكة متأثرين بالآيديولوجيات اليسارية والقومية العربية التي كانت منتشرة في المنطقة بدرجة كبيرة. وبشكل غير مباشر استضافت مؤسسات تعليمية وصناعية -مثل "أرامكو"- عدداً كبيراً من العاملين العرب من جميع الدول المجاورة، وكان كثير منهم متأثرا بالأفكار ذاتها. ونتيجة لذلك، ظهرت جماعات صغيرة متأثرة بأطروحات ماركسية ويسارية وناصرية وقومية عربية. وفي الحقيقة كانت تلك المجموعات مقتصرة على النخبة، ولم تشكل مطلقا حركة شعبية، ولكنها كانت تشكل قلقاً داخلياً، خاصة بعد أن حاول بعض أعضائها القيام بنشاط سياسي خارج إطار الدولة"(5).
أما عن الليبرالية السعودية، ونشأتها ،فيشير الدكتور عبد الله الغذامي إلى: أن الليبرالية أضحت هوية من لا هوية له، مشيراً إلى أن الدكتور تركي الحمد والدكتور عبد الرحمن الوابلي تناولا الليبرالية بشكل خاطئ وغير صحيح علميا، وأشار إلى أن الحمد لم يستطع كتابة الليبرالية علمياً.
وقال إن تسمية "ليبراليين" جاءت من الباحثين الغربيين الذين حاولوا وصف فئة من المجتمع السعودي، لا هي من الطبقة الحاكمة ولا الطبقة المتدينة، ولذلك فهي صفة للفئة التي لا صفة لها، مبينا أن كل الأطروحات التي تنتسب إلى الليبرالية ما هي إلا ردود أفعال لكتاب صحف أكثر من كونها كتابات في صيغة معرفية"(6).
وهذا المد الليبرالي بدأ منذ ما يقرب من ثلاثين عاما، دون مسمى الليبرالية، فقد كان يمثل نوعا من الحداثة، ولم يظهر هذا المصطلح بهذا الشكل إلا في نهاية التسعينات من القرن المنصرم .
أصناف الليبرالية السعودية وأهم شخصياتها :
والناظر إلى الليبراليين السعوديين يجد أنهم ينقسمون إلى ثلاثة أصناف:
الأول : ليبراليون تابعون للبراليين العرب.
الثاني : ليبراليون تابعون للبراليين الغربيين.
الثالث : ليبراليون أصحاب إيديولوجيات لا تتعارض مع المنهجية الأساسية لسياسة الحكم السعودي .
ويمكن تقسيمهم أيضا باعتبار آخر إلى :
1-الليبراليين الاجتماعيين .
2-الليبراليين السياسيين .
والناظر في أسماء هؤلاء الليبراليين يجد أن غالبيتهم كتاب وصحفيون وروائيون، فهم كغيرهم، لا يجيدون سوى ليِّ الكلام وزخرفته، ومن أشهر هذه الأسماء: تركي الحمد، عبد الله بن بجاد، حمزة قبلان المزيني، مشاري سالم عبد الرحمن الذايدي، عبد الله ثابت، عبد الله أبو السمح، حسن بن موسى بن الشيخ رضي الصفار، محمد آل زلفة، ليلى الأحدب، خالد الغنامي، محمد الدبيسي، نادين البدير، حماد بن حامد السالمي، حسين شبكشي، محمد بن ناصر الأسمري، عزيزة المانع، مشعل السديري، خالص جلبي، عثمان العمير، عبد الرحمن الراشد، علي سعد الموسى، حمود أبو طالب، عبد الله باجبير، منصور النقيدان، رائف بدوي، عبد الله المطيري، تركي الدخيل، عبد الرحمن الوابلي، عبد الله بن بخيت، محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، إبراهيم البليهي....
التنظيمات الليبرالية العلنية في السعودية:
يقول صاحب كتاب الليبرالية في السعودية والخليج :"لا توجد تنظيمات ليبرالية علنية في دولتي السعودية وقطر ، وإنما مجرد مجموعة من المنظرين الليبراليين ، إلا أن الكويت والبحرين تتسم بوجود تنظيمات رسمية فيهما وذلك لوجود انتخابات تشريعية في البلدين "(7).
مرحلة الضعف وأسباب الظهور :
والليبراليون السعوديون كغيرهم من حملة هذا الفكر – في باقي البلدان العربية – لم يكن لديهم فكر واضح ولا رؤية واقعية متماسكة، فما هي إلا نزعات شخصية ورغبات فردية خرجت لمواجهة حالة الصحوة الدينية التي شهدتها المملكة العربية السعودية، يقول استيفان لاكروا:" وكان لدى هؤلاء الليبراليين برنامج بسيط للغاية: معارضة مشروع وأفكار حركة الصحوة. ويظل ذلك هو نقطة الضعف الأساسية لدى الاتجاه الليبرالي السعودي على مدار الأعوام التالية: حيث ظهر من أجل معارضة الصحوة، ولم يكن لديه مشروعه الخاص الواقعي المتماسك"(8).
وظل هذا الضعف لدي الليبراليين حتى جاءت أحداث 11 سبتمبر فقلب الموازين، وأخذ نجم الليبراليين في الظهور بعد طول خفوت ، ويرجع المحللون هذا الظهور لعدة أسباب منها :
1-كثرة الهجوم على حركة الصحوة ذات التوجه السلفي من قبل الغرب بعد أحداث 11سبتمبر" ففي هذه المرحلة دخل الإسلام مرحلة حصار ومواجهة مع القوى الداخلية الثقافية والفكرية والمعارضة له في التوجه ، كما لقي مواجهة من الأنظمة السياسية المحلية لاعتراضه على الوجود الأجنبي في المنطقة ،وخاصة السعودية"(9).
ولقد حاول التيار الليبرالي الاستفادة بقوة من هذه الأحداث ، ومن هنا زادت المساحة المتاحة لليبراليين حيث أطلقت المملكة العنان لحرية التعبير، فبدأ الليبراليون ينتشرون في الصحف وعلى الفضائيات،يكتبون وينظرون لأفكارهم الليبرالية.
2-تقديم الليبراليين أنفسهم كبديل عن الإسلاميين .
3-ظاهرة ما يعرف بالمتحوليين، وهم الإسلاميون السابقون، الذين تحولوا إلى الليبرالية، أمثال منصور النقيدان وخالد الغنامي ومحمد المحمود، وإبراهيم البليهمي وغيرهم، وهذا الصنف أشد خطورة من سابقيه، لأنه يمزج الدين بفكر الليبرالية، وهو خطاب جديد من الممكن أن يخدع الكثيرين مما لا علم لهم بمبادئ وأصول هذا الفكر، وهو خطاب جديد لم يعتده المجتمع السعودي ، فقد تعود منهم التهجم على الدين وثوابته .
وبالتالي ظهرت مجموعة أطلق عليها "الليبرالية الإسلامية ، تنادي بقيم العدل والمساواة والحرية، على الجانب الآخر فهي تدعوا إلى التحرر من سلطة رجال الدين، والفصل بين آرائهم والإسلام، كما أنهم يرفضون الأخذ بتفسيرات رجال الدين القدامى لكافة النصوص الشرعية، القرآن والسنة .
فـ"قد اتخذ الليبراليون في البلاد الإسلامية منهجا جديدا مغايرا لما كان عليه الأمر قبل السبعينات، وهذا المنهج تزامن من الصعود الجديد للمنهج الليبرالي في الغرب، والمنهج الجديد هو تأصيل الفكر الليبرالي من داخل التراث الإسلامي ، وتغيير الخطاب الليبرالي من خطاب مناوئ للإسلام إلى خطاب يلبس ثوب الإسلام ويمارس النقد والهدم من الداخل ، وذلك من خلال مشاريع فكرية تنتقد العقل الإسلامي وتؤسس الليبرالية من داخل الشريعة الإسلامية "(10).
أهم أطروحاتهم الفكرية :
إن الناظر إلى الأطروحات التي يصدح بها ليل نهار أتباع الليبرالية من السعوديين، يجدها لا تخرج عن نقد هيئة الأمر بالمعروف، ونقد المناهج التعليمية، و الحديث عن حقوق المرأة خاصة ما يخص قضية قيادة المرأة للسيارة، قضية رؤية الأهلة والحرص على رؤيتها بالمرصاد.
هذه هي الشغل الشاغل للصحافة الليبرالية في السعودية، لا تحمل فكرا تنويريا، ولا مشروعا حضاريا كما تدعي، بل إنها تبحث عن أشياء صغيرة جدا، وبسيطة جدا، لكنها سلعة رائجة تزيد من عدد القراء، وبالتالي تزيد من الأرباح العائدة على صاحب هذا البوق الإعلامي .
كما تجد عندهم شغفا وجنوحا نحو إثارة الغرائز، ومحاولة التغرير بالمرأة لتنسلخ عن قيمها، خاصة قضية الحجاب .
يقول الكاتب الليبرالي عبد الله أبو السمح في مقال له بعنوان "الوجه للإثبات": من أهم وسائل سد الذرائع الآن، كشف المرأة لوجهها تحقيقاً لإنسانيتها ولأمن البلد، ومنعاً للتخفي والتمويه، وهذا يتطلب منع غطاء الوجه في الأماكن العامة ونقاط التفتيش والمطارات وموانئ السفر"
وتقول نادين البدير وهي كاتبة ليبرالية في مقال لها باسم:" العفن الليبرالي السعودي" ، واصفا للبراليين السعوديين :"ما يزرعونه هو النفاق والالتواء، تجدهم في كل مكان ينظرون ويحللون وليس أكثر منهم يتحدث عن الحرية. لكنها حرية مغشوشة يمسكون بسلاح الليبرالية للتأكيد على مدنيتهم وعصريتهم، فيما هم تقليديون حتى النخاع. نساء غالبيتهم مازلن بالعباءات، نساء غالبيتهم لا يكشفن على مخلوق"
الليبرالية السعودية والفكرة الإلحادية:
كما تسري في كتاباتهم نزعات إلحادية، وألفاظا كفرية، رافضة لفكرة الدين، ومثل ذلك يظهر عند الكاتب تركي الحمد ، ففي رواية العدامة ص250 تعلق أحد شخصيات الرواية على صديق لها ذكر الله عند ذكره للامتحانات ، قائلا:( وابتسم هشام بالرغم منه .. فشعبية الله مرتفعة هذه الأيام ، لو كان ماركس في هذا الموضع لذكر الله كثيرا ).
وفي رواية الكراديب ص62 يقول :( مسكين أنت يالله دائما نحملك ما نقوم به من أخطاء )
ويقول رائف بدوي، في تسجيل له على موقع اليوتيوب، وهو أحد الليبراليين السعوديين :"من حق التيار المحافظ أو الجناح المحافظ أن يكون منغلقا على نفسه، لكن ليس من حقه أن يلغي الآخرين، وأن يفرض فكره وأيديولوجيته على عامة الناس، من حق الإنسان أن يعبر، حتى الملحد من حق الملحد أن يقول ما يريد ومن حقه أن يخرج إلى الناس ويصدح بصوته، ويقول أنا ملحد وليس من حق أي أحد أن يحاسبه"
وعن رفضهم لقيد الشرع يقول خالد الغنامي: ( فلو أخذنا على سبيل المثال قضية موت الحياة أثناء فترة الصلوات بحيث تغلق كل المحلات التجارية فتجد نفسك تقود سيارتك بسرعة جنونية لتدرك موعداً مهماً ثم تفاجأ أن خزان الوقود يوشك على الفراغ والمحطات كلها مغلقة لفترة صلاة العشاء التي قد تمتد لخمسين دقيقة أو تذهب لمستوصف لعلاج طفلك فتجده مغلقاً )
وفي مقال آخر يقول:" عندما تنظر في مناهجنا التعليمية الدينية منذ المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية فإنك ستلاحظ كثرة ورود نصوص التكفير والتبديع و التفسيق"
الليبراليون السعوديون وأزمة الأخلاق :
تقول الكاتبة نورة الصالح – بعد تركها لهذا الفكر - خلال مقالة أرسلتها لصحيفة " العيينة "الالكترونية(11) حيث قالت: قضيت سنوات طويلة أؤمن بقيم الليبرالية، أدافع عنها وأناضل في سبيلها, وأدبج الصفحات في جمالها.
كانت صورة الإسلاميين في خيالي باهتة متخلفة متعجرفة .. ولا تلوموني فهذا ما تعلمته على يد الليبرالية..لقد كان كل من ينادي بتطبيق الشريعة مجرماً في نظري..
لكنني منذ أن تعرفت على بعض الكاتبات الليبراليات وجدت عندهن تفريطاً رهيباً في الصلاة .. بل وبعض الجريئات منهن يطلقون على المثقفة المواظبة على الصلاة بعض ألقاب 'المطاوعة' التي تتظاهر بالمزاح وتخفي اللمز ..!
لم يتوقف الأمر عند الصلاة , بل أنني بدأت أشم بين بعض الزميلات والزملاء الليبراليين شيئاً من رائحة المشروبات والعلاقات غير المشروعة .. صحيح أن الأمر لم يكن عاماً بين الجميع .. لكن البقية لم تكن ترى أن هذا شيئاً خطيراً .. بل تراه مجرد خيار شخصي يجب عدم إعطائه أكبر من حجمه ..
هجر الصلاة .. والمشروبات .. والعلاقات غير المشروعة .. رأي شخصي !
لم أستطع بتاتاً تصور ذلك ..المهم هناك أيضاً ممارسات أخرى لكن أنزه آذانكم عن قولها..
ثم تختم الكاتبة مقالها بقولها :" اكتشفت أن الليبرالية التي ينادون بها هي حروف يتداولونها, يمررونها على البسطاء والسذج, فلم أجد أشد منهم ديكتاتورية وتسلط وأحادية في الرأي..فكر أن تعارض أحدهم أو إحداهنَّ أمام جمع من الناس وانظر كيف يجيبون على تلميحاتك ؟!اكتشفت أن الكثير من الكُتَّاب الليبراليين هم طلاَّب مال وجاه وشهرة , لا أقل ولا أكثر, وأنهم مستعدون للتخلي عن الكثير من قناعاتهم في سبيل ليلة حمراء في مكان ما !
المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث

مشاركة مميزة