الخميس، 6 أكتوبر 2011

حنان بورات .. مات .!

kolonagaza7

د. عادل محمد عايش الأسطل
توفي النائب السابق(حنان بورات)، أحد مؤسسي حركة (غوش إيمونيم- الإيمان) الاستيطانية، وعضو الكنيست، على رأس السنة اليهودية الجديدة. كان خدم في الكنيست على نحو مستمر منذ عام 1981-1999، في منزله في كفار عتصيون – مستوطنة، تقع على طريق القدس- الخليل- عن عمر يناهز 67 عاماً، بعد صراع مع مرضٍ عضال، قضاها في الأعمال التي تخدم الحركة الصهيونية، ومنها مصادرة الأراضي العربية وإقامة المستوطنات عليها، وذلك من خلال حركة (غوش إيمونيم) العنصرية المتطرفة، التي كان لها الباع الطويلة في إنشاء سلسلة مستوطنات (غوش قطيف) في المنطقة الممتدة مابين مدينتي خانيونس ورفح بموازاة الساحل، وتصل إلى مشارف مدينة دير البلح في الشمال، وأيضاً العديد من المستوطنات والبؤر الاستيطانية المنتشرة على طول وعرض الضفة العربية، واشتهر (بورات) بنشاطاته المكثفة في عمليات جمع الأموال وبناء المؤسسات، التي تخدم الحركات الدينية المتطرفة في الداخل الإسرائيلي.
يُعد (بورات) من أبرز أعضاء الكنيست اليمينيين، على الخريطة الحزبية الدينية المتطرفة، وخاصة في العقود الأخيرة. وأعتبر أيضاً واحدا من قادة الاستيطان اليهودي في يشع.
وكان من أبرز قادة الاستيطان اليهودي في يشع، وكان أحد مؤسسي الحزب الديني القومي(المفدال)، وأبرز المعارضين لخطة شارون التي قضت بفك الارتباط والانسحاب من قطاع غزة،
انضم حنان بورات في طفولته إلى الكيبوتس التابع لمستوطنة كفار عتصيون، منذ بداية قيام دولة (إسرائيل) .
ودرس في مدرسة دينية يهودية، وخدم في قوات المظليين في جيش الدفاع الإسرائيلي، وشارك في حرب يونيو/حزيران 1967، (الأيام الستة)، وشارك في المعركة العدوانية من أجل الاستيلاء على مدينة القدس، ثم عاد للعيش في غوش عصيون. كما حارب في حرب ،أكتوبر/تشرين أول عام 1973، (يوم الغفران)، وأصيب بجروح بليغة في منطقة قناة السويس. ثم شارك بقوة في تأسيس المستوطنات التابعة لحركة (غوش إيمونيم) في (يهودا والسامرة) الضفة العربية، وكان الناشط البارز في الحزب الوطني الديني(المفدال)، الذي كان يمثل لسان الميزان من خلال الدور، الذي كان يلعبه في تشكيل ورسم السياسة الإسرائيلية، على الصعيدين الداخلي والخارجي.
وكان بورات انتخب في البداية في عام 1981، عندما كان عضواً في حزب"الحرية" اليهودي، ثم انتخب مرة أخرى كعضو، ورئيس لفصيل الحزب القومى الديني(المفدال)، وكذلك عضواً في الاتحاد الوطني اليهودي، ومن بين أشياء أخرى، شغل بورات، رئاسة لجنة القانون التابعة للكنيست، وعضو في لجان مختلفة، بما في ذلك وزارة الدفاع والشؤون الخارجية، والتعليم والثقافة والاقتصاد.
عاش حسب إيمانه ومعتقداته، فأعطي كل حياته لخدمة (شعب إسرائيل)، وكان إسهامه الفريد في تسامحه مع أولئك الذين اختلفوا مع وجهات نظره، حول العديد من القضايا السياسية والاجتماعية المختلفة.
وكان كرس حياته لبناء (أرض إسرائيل)، ولتثقيف الأجيال اليهودية من الطلاب المنتمين للصهيونية الدينية، وحب الوطن و(شعب إسرائيل)، وكان دائم التحريض ضد العرب وبخاصة عرب الداخل في إسرائيل، وهو من أشد المنادين بيهودية الدولة.
أيضاً اعتبر بورات، من الرموز المميزة للحركة الاستيطانية، ونجح بفرض شخصيته وقدراته الفريدة، في أن تكون جسراً للحوار بين الفصائل والحركات والأحزاب الدينية والسياسية اليهودية في (إسرائيل)، بما له من خبرات وأنشطة عامة واسعة النطاق، امتدت لعقود من الزمن، التي كانت عبارة عن مزيج من الصهيونية، وحب (آرتس يسرائيل)، على حساب العرب والفلسطينيين.
خلال السنوات الأخيرة كتب بورات ثلاثة كتب، تتعلق بالثقافة الدينية اليهودية المتطرفة، بعد نهاية حياته السياسية، وهي تدرس الآن في مستوطنة (معاليه أدوميم) الواقعة وسط الضفة وإلى الشرق من مدينة القدس.

مشاركة مميزة