kolonagaza7
د. عادل محمد عايش الأسطل
في أعقاب الكارثة الكروية المصرية الدامية، التي راح ضحيتها الكثيرين من أبناء الشعب الواحد، حيث بتنا نخجل من أن نرفع رؤوسنا عالياً، أو ننبس ببنت شفة أمام العالم، الذي ينظر في الأساس على أننا "كعرب ومسلمين"، في مرتبةٍ أدنى وأقل شأناً. لا سيما وأن "إسرائيل" بنفسها، كانت دعت كل من مصر والجزائر، إلى "ضبط النفس"، في أعقاب أحداث العنف التي حصلت بسبب مباراة لكرة القدم، كانت أقيمت بينهما أواخر العام 2009.
وكانوا أبوا سواء من الداخل أو الخارج، ومن أغاظتهم أحداث الربيع العربي، وخاصةً أحداث ربيع مصر، من أن تظل نظيفةً وفعالة، ضد الظلمات، ونحو الحرية وشطب الأجندات المصلحية والخارجية، فباتوا يتربصون بالبلاد والعباد، أشد الكيد، بإقدامهم على إشاعة الفوضي، وإعدام حالة الاستقرار، بالرغم من أن الجميع وعلى اختلافهم، في أمس الحاجة للهدوء بعد العاصفة، ولملمة الجراح لما بعد، والنهوض بالأمة إلى مكانتها وحظوتها الأولى.
ونتساءل، إذاً من هم أولئك الذين جرت على أيديهم الكارثة، وحملوا على عاتقهم أوزار المصيبة ؟ وما الذي حدا بهم أن يصلوا بالأمر إلى هذا الحد؟ حدّ إراقة الدماء الذكية، وخلق الآلام الطويلة، والذكريات المؤلمة، حيث لا يمكن تحملها البتّة، وقد كان بالمقدور تلافيها، والخروج بسلام.
كانت ألمحت كل من جماعة "الأخوان المسلمون" وحزب الغد وحركة 6 أبريل، إلى أن أحداث بورسعيد المؤسفة "عمل مدبر" قامت بالإعداد له مسبقاً، عناصر قادرة من "فلول النظام السابق" بغية المحاولة للانقضاض على الثورة، ويعود لاعتقاد الجماعة والأحزاب الأخرى، بوجود بصمات حقيقية وعلاقة قوية، بين أحداث البلطجة المتزايدة، وعمليات السطو على البنوك ومكاتب الصرافة، والإضرار بحركة السياحة في الفترة القريبة الماضية، وبين الحادث الإجرامي والأليم، الذي وقع في استاد بورسعيد".
وهناك من طرح المسئولية على المجلس العسكري، بهدف إطالة عمره في الحكم، الذي سعى جهده لإجراء الانتخابات في مواعيدها، ولوقف العمل بقانون الطوارئ، ووعده بتسليم السلطة قبل منتصف العام الجاري، وآخرين أسقطوا الاتهام على أحزابٍ وجماعات نافذة، بتخريب العملية الانتقالية، وإعادة بعثرة الأوراق وإلى أجلٍ مسمى، وأن تظل مصر على هذه الحالة من أشكال العنف والاضطراب وعدم الاستقرار، وأبعد ما تكون، حتى عن الفوضى الخلاقة كما يسمونها.
وكانت من جهتها، أكدت وزارة الداخلية، بأن الأحداث الدامية، كانت شهدت تصعيداً شبه متعمد، من قبل بعض الجماهير باقتحام الملعب، وإحداث حالة من الفوضى والشغب، بهدف التدليل على عدم قدرة الحكومة والأمن، من حفظ النظام وقيادة الدولة.
ليس من الغرابة والحالة هكذا، سواء من بيئة متعطشة بزيادة، وأجواء ملبدة بالتجاذبات السياسية، حيث تتوالى الاتهامات بعضها وراء بعض، في مثل هذه الأحداث، وهي كثيرة، و إلى مختلف الجهات العسكرية والمدنية، في داخل مصر، ولكن لماذا لا يتم مدّ النظر إلى الخارج، لاحتمالية ضلوع الموساد الإسرائيلي، المتمدد في كل ركن وزاوية مصرية، والمشارك في المليونيات المتتابعة، في التحرير والميادين الأخرى، فإن هناك معطيات وأسباباً ذات شأن، تدل على وقوفه، وإن كان بطريق غير مباشرة، في وقوع الكارثة، وتجعل من الشك في هذا الجانب حقيقة مؤكدة، قد تثبت عاجلاً عند الخوض في التحقيقات، التي ستجري لكشف المتورطين عن المأساة.
أول هذه الأسباب، عدم رضا "إسرائيل"، بشكلٍ عام، عما دار ويدور في مصر، بدءاً بقيام الثورة، ومروراً بتوجهات المجلس العسكري، وانتهاءً بفوز الإسلاميين، وتمكنهم من السلطة وحكم مصر، الأمر الذي سيحدث بلا جدل، انقلاباً شاملاً، فيما يخص العلاقة الإستراتيجية، بينها وبين إسرائيل، وأهمها ما يتعلق بمعاهدة السلام" كامب ديفيد 1979" حيث اجتُهِد في البناء عليها، والاحتفاظ بها، طيلة الفترة السابقة، والتي امتدت إلى أكثر من ثلاثة عقود متواصلة، وهي تعلم تمام العلم، أن عمليه الهدم لا تكلف الكثير من الوقت، وإن بدا للبعض من تصريح الحرية والعدالة، من أنها ستحرص على الإبقاء عليها.
أيضاً المراقبة الإسرائيلية الدؤوبة على مدار الوقت، لنشاطات الإسلاميين في مصر، باتجاه تنمية العلاقات مع الدولة النووية إيران، ومحاولتهم التعجيل في عملية إحداث التقارب، الأمر الذي يعتبره الإسرائيليون، تهديداً آخر لأمنهم القومي ومصير الدولة برمتها، علاوةً على تفهمها الأوضاع بعمومها، لدى حركة حماس، ودورها الريادي في شأن المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وهناك أمرٌ آخر، وهو أن جهات مخابراتية إسرائيلية، كانت أكدت وقوف جماهير النادي الأهلي، وراء أحداث السفارة الإسرائيلية في القاهرة، في أوائل سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وأنهم كانوا القوة المهيمنة، وراء العنف ضد الوجود الإسرائيلي هناك، وكانت أضافت تلك الجهات، أن الجمهور الأهلي، هو الذي قاد الهجوم، من أمام وزارة الداخلية ومبنى الأمن، بالاتجاه إلى موقع السفارة الإسرائيلية، ومن ثم اقتحامها وإحراق العلم الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى تدخل قوات الأمن المصرية، وفرار البعثة الإسرائيلية منها.
لعل هذه من جملة أسباب أخرى، تجعل من الضرورة، الإشارة إلى الموساد الإسرائيلي، بضلوعه في تلك الأحداث، ولا ننس مدى إمكاناته وآلاته البشرية والمادية، التي يعتمدها داخل الدول، وخاصةً في دولة عربية بحجم مصر.
لهذا يتوجب على الجميع التنبه جيداً، والوقوف صفاً واحداً، لقطع دابر النوايا الخارجية، وبالمقابل، تهدئة الداخل والتغلب على الجراح، والعمل على درء ما من شأنه أن يؤدي إلى اضطرابات وفوضى أخرى، وإلى التوحد في الأوقات الصعبة، وحشد جميع الجهات والمؤسسات المصرية ذات الصلة، لوقف السلبية الحالية وأحداثها الخطرة
في أعقاب الكارثة الكروية المصرية الدامية، التي راح ضحيتها الكثيرين من أبناء الشعب الواحد، حيث بتنا نخجل من أن نرفع رؤوسنا عالياً، أو ننبس ببنت شفة أمام العالم، الذي ينظر في الأساس على أننا "كعرب ومسلمين"، في مرتبةٍ أدنى وأقل شأناً. لا سيما وأن "إسرائيل" بنفسها، كانت دعت كل من مصر والجزائر، إلى "ضبط النفس"، في أعقاب أحداث العنف التي حصلت بسبب مباراة لكرة القدم، كانت أقيمت بينهما أواخر العام 2009.
وكانوا أبوا سواء من الداخل أو الخارج، ومن أغاظتهم أحداث الربيع العربي، وخاصةً أحداث ربيع مصر، من أن تظل نظيفةً وفعالة، ضد الظلمات، ونحو الحرية وشطب الأجندات المصلحية والخارجية، فباتوا يتربصون بالبلاد والعباد، أشد الكيد، بإقدامهم على إشاعة الفوضي، وإعدام حالة الاستقرار، بالرغم من أن الجميع وعلى اختلافهم، في أمس الحاجة للهدوء بعد العاصفة، ولملمة الجراح لما بعد، والنهوض بالأمة إلى مكانتها وحظوتها الأولى.
ونتساءل، إذاً من هم أولئك الذين جرت على أيديهم الكارثة، وحملوا على عاتقهم أوزار المصيبة ؟ وما الذي حدا بهم أن يصلوا بالأمر إلى هذا الحد؟ حدّ إراقة الدماء الذكية، وخلق الآلام الطويلة، والذكريات المؤلمة، حيث لا يمكن تحملها البتّة، وقد كان بالمقدور تلافيها، والخروج بسلام.
كانت ألمحت كل من جماعة "الأخوان المسلمون" وحزب الغد وحركة 6 أبريل، إلى أن أحداث بورسعيد المؤسفة "عمل مدبر" قامت بالإعداد له مسبقاً، عناصر قادرة من "فلول النظام السابق" بغية المحاولة للانقضاض على الثورة، ويعود لاعتقاد الجماعة والأحزاب الأخرى، بوجود بصمات حقيقية وعلاقة قوية، بين أحداث البلطجة المتزايدة، وعمليات السطو على البنوك ومكاتب الصرافة، والإضرار بحركة السياحة في الفترة القريبة الماضية، وبين الحادث الإجرامي والأليم، الذي وقع في استاد بورسعيد".
وهناك من طرح المسئولية على المجلس العسكري، بهدف إطالة عمره في الحكم، الذي سعى جهده لإجراء الانتخابات في مواعيدها، ولوقف العمل بقانون الطوارئ، ووعده بتسليم السلطة قبل منتصف العام الجاري، وآخرين أسقطوا الاتهام على أحزابٍ وجماعات نافذة، بتخريب العملية الانتقالية، وإعادة بعثرة الأوراق وإلى أجلٍ مسمى، وأن تظل مصر على هذه الحالة من أشكال العنف والاضطراب وعدم الاستقرار، وأبعد ما تكون، حتى عن الفوضى الخلاقة كما يسمونها.
وكانت من جهتها، أكدت وزارة الداخلية، بأن الأحداث الدامية، كانت شهدت تصعيداً شبه متعمد، من قبل بعض الجماهير باقتحام الملعب، وإحداث حالة من الفوضى والشغب، بهدف التدليل على عدم قدرة الحكومة والأمن، من حفظ النظام وقيادة الدولة.
ليس من الغرابة والحالة هكذا، سواء من بيئة متعطشة بزيادة، وأجواء ملبدة بالتجاذبات السياسية، حيث تتوالى الاتهامات بعضها وراء بعض، في مثل هذه الأحداث، وهي كثيرة، و إلى مختلف الجهات العسكرية والمدنية، في داخل مصر، ولكن لماذا لا يتم مدّ النظر إلى الخارج، لاحتمالية ضلوع الموساد الإسرائيلي، المتمدد في كل ركن وزاوية مصرية، والمشارك في المليونيات المتتابعة، في التحرير والميادين الأخرى، فإن هناك معطيات وأسباباً ذات شأن، تدل على وقوفه، وإن كان بطريق غير مباشرة، في وقوع الكارثة، وتجعل من الشك في هذا الجانب حقيقة مؤكدة، قد تثبت عاجلاً عند الخوض في التحقيقات، التي ستجري لكشف المتورطين عن المأساة.
أول هذه الأسباب، عدم رضا "إسرائيل"، بشكلٍ عام، عما دار ويدور في مصر، بدءاً بقيام الثورة، ومروراً بتوجهات المجلس العسكري، وانتهاءً بفوز الإسلاميين، وتمكنهم من السلطة وحكم مصر، الأمر الذي سيحدث بلا جدل، انقلاباً شاملاً، فيما يخص العلاقة الإستراتيجية، بينها وبين إسرائيل، وأهمها ما يتعلق بمعاهدة السلام" كامب ديفيد 1979" حيث اجتُهِد في البناء عليها، والاحتفاظ بها، طيلة الفترة السابقة، والتي امتدت إلى أكثر من ثلاثة عقود متواصلة، وهي تعلم تمام العلم، أن عمليه الهدم لا تكلف الكثير من الوقت، وإن بدا للبعض من تصريح الحرية والعدالة، من أنها ستحرص على الإبقاء عليها.
أيضاً المراقبة الإسرائيلية الدؤوبة على مدار الوقت، لنشاطات الإسلاميين في مصر، باتجاه تنمية العلاقات مع الدولة النووية إيران، ومحاولتهم التعجيل في عملية إحداث التقارب، الأمر الذي يعتبره الإسرائيليون، تهديداً آخر لأمنهم القومي ومصير الدولة برمتها، علاوةً على تفهمها الأوضاع بعمومها، لدى حركة حماس، ودورها الريادي في شأن المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وهناك أمرٌ آخر، وهو أن جهات مخابراتية إسرائيلية، كانت أكدت وقوف جماهير النادي الأهلي، وراء أحداث السفارة الإسرائيلية في القاهرة، في أوائل سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وأنهم كانوا القوة المهيمنة، وراء العنف ضد الوجود الإسرائيلي هناك، وكانت أضافت تلك الجهات، أن الجمهور الأهلي، هو الذي قاد الهجوم، من أمام وزارة الداخلية ومبنى الأمن، بالاتجاه إلى موقع السفارة الإسرائيلية، ومن ثم اقتحامها وإحراق العلم الإسرائيلي، الأمر الذي أدى إلى تدخل قوات الأمن المصرية، وفرار البعثة الإسرائيلية منها.
لعل هذه من جملة أسباب أخرى، تجعل من الضرورة، الإشارة إلى الموساد الإسرائيلي، بضلوعه في تلك الأحداث، ولا ننس مدى إمكاناته وآلاته البشرية والمادية، التي يعتمدها داخل الدول، وخاصةً في دولة عربية بحجم مصر.
لهذا يتوجب على الجميع التنبه جيداً، والوقوف صفاً واحداً، لقطع دابر النوايا الخارجية، وبالمقابل، تهدئة الداخل والتغلب على الجراح، والعمل على درء ما من شأنه أن يؤدي إلى اضطرابات وفوضى أخرى، وإلى التوحد في الأوقات الصعبة، وحشد جميع الجهات والمؤسسات المصرية ذات الصلة، لوقف السلبية الحالية وأحداثها الخطرة